الأحد، 18 سبتمبر 2016

بحر السماء




الليلة التاسع عشر من سبتمبر
رحل الصيف المشتعل
وأقبل الخريف الهادئ
جلست في مكاني المعتاد
جلسة اليائس الوحيد الغريب
الذي لا حول له ولا قوة
و لا يملك من أمره شيئا
جلست أحاول الهرب من جحيم التفكير
الى نعيم السماء
بعد غروب ساحر
زرقة عجيبة في السماء
لون يصعب وصفه
ليس بالحالك ولا بالأشهب
لون ساحر عكسته القدرة الربانية في السماء
يجعلك تمعن النظر فيه
و تغوص عيناك في بحر السماء
تجذبك قوة علوية
تستل منك الاهتمام كله
تنسيك الارض وما رحبت
تلقي عن صدرك أثقالا جاثمة
تخشى أن يغمق اللون ويخالطه السواد
حين ترحل تلك الشامخة نحو الغرب البعيد
حوريات النجوم تطل بخجل تومض من بعيد
تغازل الانسان البائس على التراب المدنس
والهواء عليل عليل عليل
يشفي منك كل غليل
يداعب وجهك
يلاطف شعرك
والزرقة العجيبة تمعن في سحرها
تستنشق الهواء ملء الصدر
وتود لو يجعل لك فاطر السماء بدل اليدين جناحين
ها هي أسراب القطا ترفرف فوقك
تستعرض ما خلق لها و خلقت له
الهجرة الجماعية
الحرية
فليس عليها قيود و واجبات

كالانسان البائس
تمنيت لو امتلكت جناحين
وتخلصت من أثقال الارض و أهلها
والتحقت بالسرب المهاجر
القى ما كتب لي من قدر
لكني أعيش ماتبقى من عمر
حرة طليقة منعمة في الهواء الطلق والزرقة الساحرة
عادت بي الذاكرة نحو الثمانينات من القرن الماضي
الاذان يصدح بصوت جارنا العجوز
امي تنظف الصاج استعدادا لتجهيز خبز العشاء
تقرب وعاء العجين
تنثر الدقيق في الصحن
تبل يديها
تقطع العجينة من جانب الوعاء بمهارة
صوت الباب يغلق بقوة
جاء والدي
من جلسة قهوة العصر
ينادي من بعيد باسم امي
يسالها هل خبزت
وهي تسارع في حك سطح الصاج لتزيل ما علق به من دقيق محترق
وبكل طواعية وانوثة تجيبه نعم اصبر قليلا
يناديني
يجذب يدي الصغيرة
يجلسني جانبها
تعلمي
اخبزي
ورائحة خبز امي تملأ الارجاء


لا اريد حياتي اليوم
اريد الامس
او اللحاق بوالدي
سئمت حزني
سئمت صفعات الحياة
لا ازال اتشبث بايماني
لكني اخشى ان تدفعني الاقدار للمجهول.



القيود الخفية


 وردتني رسالة بريدية من صديق قديم
 فحواها كيف هو عيدك ؟
فأثار سؤاله داخلي شعورا يمتزج فيه الغيظ والقهر معاً
و هممت أن أكتب له : العيد يوم كسائر الأيام
لكني عدلت فكتبت : كل الأيام خير
 وبما أني لم أنشر منذ زمن كتابات جديدة
قررت لحظتها أن أكتب عن العيد على سبيل الوفاء لمتابعي مدونتي
و ربما لأثبت لنفسي أنني لا أزال قادرة على العطاء
لكني لم أجد ما أقوله عن عيدي
هل سأخبر صديقي القديم أنني لم أعد أجد للعيد فرحة
سأكون في نظره ونظركم سوداوية
هل سأكرر ما يقوله الناس العيد للأطفال
هل سأكذب و أقول العيد رائع
 لن أكون أنا هي أنا
التي لطالما كانت صريحة هي أنا
التي لطالما انتقدت صراحتها
صراحتها نقطة ضعف
 على الاقل كما صورها لها المقربون منها
 الحقيقة أن كل ما كتبته حتى الآن لا يعدو كونه كلاما عابرا
 فكتاباتي المميزة التي أعجبت قرائي كانت مثيرة مفعمة بالمشاعر
الحزن فيها مهيب والعشق ذا لهيب واللغة غنية والتعابير مدهشة
 ترى ما الذي حل بقلمي سؤال يراودني
جوابه معروف لدي
لكني قد لا أريد أن أطلعكم عليه
نعم .. بكل صراحة
فماذا يمنع الكاتب من مواصلة البوح والتعبير وصياغة الفكر الذي يراوده
مالذي يحول بيني وبين مواصلة طريقتي التي اعتدتها في الكتابة
واعتادها المعجبون بقلمي المتمرد
الكتابة التي في كل مرة تصاحبها حالة مخاض
وأجواء و طقوس الوحدة الهدوء الليل الحزن الاشتعال الداخلي
 وأحيانا نوبات من الحمى
 وأي فكر هذا الذي لا يتألق الا في المرض
هو والله كذلك فالمريض كالمخمور تحت تأثير الحمى و العقاقير
و يجد لنفسه فسحة من الحرية مساحة من الجرأة
يغمض عينيه عن الممنوع والمنكر والشاذ والخارج عن المألوف
يجيء بما لم يسبق اليه
يطرح هموما تثقل قراءه ويكتمونها
يعري أوضاعا يصمتون عن كشفها
يلامس أوجاعا يخجلون من التأوه بها
يستدر دموعا يخفونها تحت جنح الظلام
دموع تحتبس في المحاجر و صرخات لا تتجاوز الحناجر
 المجتمع .. و ما أدراك ما المجتمع
الناس وأعرافهم الغبية التي ما أنزل الله بها من سلطان
تصادر كل شعور قبل أن يبلغ هدفه
القمع لمواهب عديدة يئدها النقد المجتمعي
 ألا زلتم معي ؟!
أرأيتم كيف حولتكم عن المحور الاساسي لخاطرتي
السبب الحقيقي لتوقفي عن الكتابة
 ها أنا أدور حول الحمى
ولا أقع فيه
 يقيدني الحذر الشديد من كلمة قد تجلب لي المتاعب
 بعد مشوار طويل من الخواطر التي ربما أعجبتكم
 تأكدوا اليوم أن ما في الجعبة أجمل وأشد إثارة و جدلا
 كالقنبلة الموقوتة أضع يدي عليها كل يوم و أخشى من عواقبها
 ربما أفجرها في أرض لا تعرف اسمي المهاجرة الأحد: 17/12/1437هـ

الأربعاء، 11 مايو 2016

خواطر وصور الجزء الثاني









(7)








هناك ليالي تمرّ كالجبال

لا يهوّن احتمالها الاّ ذكرياتٍ جميلة

تفاصيل صغيرة

لكنّها ترسم البسمة

لا شيء أروع من حوار الأرواح المتآلفة















(8)





ءاخر : كلمة من أربعة حروف ، لكنّها قاتلة

ءاخر لقاء ، ءاخر كلام ، ءاخر نظرة

جملٌ خلقت للوداع و النّهايات .








(9)












هناك أرواح تلتصق بنا

تحوّل عالمنا إلى أُنس و بهجة

غيابها يشبه الموت

فلماذا تتفنّن الحياة في هبتنا هذه المنح

ثم تتلذّذ بمشاهد الحرمان

























(10)





لتلك الأرواح رونق لا يعوّض غيابه كلّ من يحيطوننا

كلماتهم بلسم يداوينا من أرواح أخرى لا تتقن الاّ اللّوم و التّجريح .










(11)





مؤلم جدّا : أن تعيش غصناً وحيداً ، لا يجد ما يتّكئ عليه

توهمك الرّياح بالرّقص طرباً ، حتّى تترنّح وتٌنتزَع من جذورك .












(12)









مطر ، و ثياب مبلّلّة ، و أنت و هي ، أطفال ، تراقب الباب ، انتظار

والرّجاء على الأعتاب ، شوق انصهار ، يلثمك الغياب ، تجرفك اللّيالي

من يهتم لطفل متيم ؟














(13)




أحلامنا كومة رمل

رسايل حروفها مكسورة

تكتب الحبّ الأوّل طبشورة

و جدار بيتها السّبورة

و ليه الكبار مادروا ، إنّ الرّحيل قاسي علينا !!


كان الرّحيل قاسي ، و ما دروا أنّ الصّغير اللّي فرح بطاري السّفر

جاهل و غافل ، و بيفقد الصّحبة ، و الجوّ و اللّعبة

تحوّله الأيام ، حزين منضام ، بداخله مقبورة الأحلام .








(14)















حين يكون هواك متأرجحاً بين الاستلطاف و الارتياح

شعور غامض ، تخشى أن يتحوّل حبا ، فقط اختار البعد

و الأياّم كفيلة بتخديرك ، لكن احذر من هجمات الذّكرى ..











(15)





















كلّنا نقع في الأخطاء ، أنا و أنت ، لكنّي مختلف ، لماذا ؟! ،


لأنّي أعترف ، و ليس الاعتراف ضعفاً و لا النكران قوَة !!




أ.هـ

خواطر و صور الجزء الأول






(1)







وينك يا عيدي ليه عنّي تأّخرت ؟

دايم دموعي تسبقك تحتفل بي


شربت من مرّ الّزمان و تعكّرت

ما تصفي الأيّام و الحزن دربي






(2)





أحيانا نحسن الظّن بالناس

لكننا نصطدم بظنون الّناس السّّيئة








(3)





حين الفقد، ينشأ داخلنا بركان ثائر

و من هول الصّدمة ، يتحّول نصفنا الى جبل جليد

فما نلبث نتذكّرهم ، حتى ينهار جليدنا في البركان





(4)



حين نعزّيهم بفقدنا

ندّعي الشّجاعة لأجلهم

و ننسى وجعنا

ومن سيواسي وحدتنا واحتياجنا






(5)







دوما و رغم الابتسامة

لنا موعد مع الدموع

و صدمات البشر

طباعهم عجيبة

و صروف الدّهر أعجب

و يبقى الله جلّ جلاله

الّذات التي لا تتغيّر علينا

سبحانه هو الرّؤوف الرّحيم






(6)





لا تدري كيف كانت صباحاتك تبعث فيَّ روحي الأمل و التّفاؤل

و تدفّق في شراييني جرعاتٍ من الصّبر ، بانتظار بارقة فرح














يتبع <<<<



السبت، 30 يناير 2016

الملائكية المنشودة





في مشاغل الحياة و مسؤولياتها نتعامل مع الكثير من الأطياف من البشر

فإن أخطأ الآخرون في حقنا

فالذنب يثقلهم ولا يثقلنا

لذا هم من يلزمهم التماس العذر والتسامح منا لتبرأ ذمتهم قبل الفراق الذي قد لا يكتب بعده لقاء

لكن متى يجب علينا نحن أن نهتم

يجب أن نهتم حينما يكون العقل يذكرنا بظلمنا لـ س من الناس

لكننا نكابر أو نسكت ذلك الصوت النابع من داخلنا

بالتعذر بأنه لم يصدر مني اساءة صريحة أو ربما تعللنا بالقول انه يستحق ذلك الاذى الذي الحقناه به

وكل اذى يهون الا جرح كرامة الانسان واحتقار البشر والتكبر عليهم فهو قمة الحقارة

فتش في داخلك عن اولئك الذين جرحتهم بقصد او ربما رغما عنك لسبب ما في نفسك البشرية الضعيفة

بدافع من أناك

بدافع من مرض قلبي تعجز عن التخلص منه

قد يكون لديك المبرر لكراهية شخص ما

الغيرة التنافس لكن أين يقينك بالله تعالى

و أن لكل انسان نصيبه الذي قسم له وهيهات يذهب لغيره

كذلك هناك من يجحف في الكراهية حتى لا يكتفي بكراهية الشخص بعينه بل انه يمقت كل قريب منه أيا كانت أسباب هذا القرب

وانك لتغتر بمحبة البعض لك

لكنك تصم آذانك عن المستائين منك

وتلبس قناع الملائكية

تخلع أردية التكبر والعنجهية


فتشوا عمن أسأتم لهم

قبل الرحيل ان كنتم تبحثون عن الصفاء الحقيقي والعدالة والتسامح.

الأحد، 10 يناير 2016

حرر نفسك






 الى كل شخص 
يرسل برود كاست
فيه كلام غير مفيد
فلا يندرج تحت الوعظ الديني
ولا الفائدة العلمية
ولا هو إعلان فيه مصلحة المسلمين
ولا نصيحة صحية
ولا قصة مسلية
ولا طرفة مضحكة
هو في الحقيقة أغلبه كلام كله همز و لمز وتلميحات سيئة تنبي عن ضغينة
ولا أعرف كيف أصنفه
لكنه بالتأكيد كلام غير مريح
ويسبب للشخص المستقبل انعكاسا سلبيا
وسببه مشكلة نفسية عندك أو هواجس من صنع خيالك

فالشخص المستقبل لرسالتك عندما يكون نقي من الداخل و لا يذكر أنه أزعجك في شيء
يتعجب من مغزى هذه القذائف التي لا ندري من أين تجمعها وتصففها ثم تجلبها وبكل لا مبالاة تلصقها له ولكثيرين غيره لا ذنب لهم في
سلبيتك الا انهم جهات اتصال في هاتفك

ارأف أولا بنفسك فهذا الشحن لا
ينفس عنك بل يوغر صدرك زيادة ويوغر صدور اخوانك عليك
ارأف بالخلق الذين ترسل لهم هذه
الجمل بل الحمم التي لا فائدة منها سوى مرضك

أحيانا نحسن الظن ونقول مرسلة لغيرنا وتتكرر ونتصبر لان لك في القلب صلة رحم او صداقة او زمالة
لكن الى متى قذائفك
والى متى حلمنا معك
لئلا نخسر أخوتنا لك

راجع نفسك
صف قلبك
انت جميل
لا تعكر صفوك
الحياة ملكك
تمتع بعافيتك
استغل فراغك
طالع كتاب
اقرأ قصة
شاهد وثائقيات
تصفح كتاب الله
ثم اجلب لنا فائدة منها
او مقطعا او حكمة او تذكير
ندعو لك بالاجر
وتكتب في صحيفتك حسنات

لدينا ما يكفينا من السيئات فلسنا ملائكة
وتذكر أن الحسنات يذهبن السيئات
ومن أعانه الله على غل قلبه
وطهر سريرته
وأحسن ظنه
أراح نفسه
وكفى الناس شره
لست الله لتحاسب البشر وتحكم عليهم

انشغل بما سيسألك الله عنه
اشعر نفسك ان رصيدك قليل وسيئاتك كالجبال
جاهد نفسك فنفوسنا أمارة بكل سوء
وطهر قلبك الصغير فحرام ان تملأه بالأحقاد

لا أحد يستحق .. دع الخلق للخالق
وكل مرهون بعمله والله هو من يقتص للمظلوم من الظالم

اهداء مني لنفسي أولا
ثم لكل من يقرأها بعدي.
وأتمنى أن تكون نصيحة أخوية ثمينة
من القلب الى القلب .

الأحد 10 يناير 2016
الكويت الجهراء

الاثنين، 4 يناير 2016

ملك الغابة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبق و أن كتبت في مقال المتحاذقين البائسين عن أولئك الذين يستفزهم الشخص المجتهد


بعد مضي ما يقارب ثمانية سنوات من تركي لتلك الشركة

أعود لأكتب اليوم عن صنف مشابه لأولئك المتحاذقين 

الفارق أن هؤلاء أعلى منهم درجات بل مراتب في العلم والمنصب

أتمنى أن يقرأ كل من يجد نفسه في ثنايا سطوري هذه الكلمات ويحاول أن يراجع نفسه

كيف يقتل الحماس

كيف تموت الروح
يغتال الطموح
تذبل ورود الأمل
وتشمخ أشواك اليأس و الإحباط
كيف يتم اسقاط الهمم عن القمم الى الحضيض

حين أضعك محل ثقة

لأنني على يقين من صدقك و عدلك وشفافيتك
لكن أيضا يعجبني فيك حين تستحي من الحديث عن حقوقك
فأنا منذ البداية اتبعت معك سياسة التعسف
انني أغريتك بالمكانة وجعلتك تمتن لي بهذا الفضل العظيم و هو هذه المسؤولية على عاتقك
و ما ألقيتها عليك الا لعلمي بمدى تفانيك في العمل الجاد وسعيك الحثيث نحو الكمال
ان أتيتني بحصاد و غنيمة أصطفيتها لنفسي
ثم سألوح لك بأطراف يدي أن اخرج فليس المقام مقامك
وان بدأت عينا القطة تتفتحان على ما لها و ما عليها
فالجواب هو الصمت غض النظر عنها وان ألحت فلا بأس بالزجر أو العتاب القاسي 
ثم مع الايام أماطلك حتى أقتل فيك الإيمان بحقوق تدعيها لنفسك
يا قطتي المشاغبة ارتدي قناع الغفلة او التغافل أيا شئت لكن لا تفتحي عينيك على تسلطي
سأوجهك بالريموت كنترول أتحكم بك عن بعد 
عينيك تحت السيطرة أفتحها على ما أشاء و أغلقها عمن أشاء
ما بالك تتنمرين فقد قصصت أظافرك الشقية
فلا تحاولي الخربشة
و لو سلمت أنك حمامة سلام و لست قطة
سأقص جناحيك
سأسجنك في قفص سياستي العمياء
لا تحاولي تطبيق العدالة معي
فأنا فوق طائلة القانون
أنا من يضع القانون الخاص بغابتي


×× س من الناس ××


تعالي أحكي لك عن س من الناس

كان س من الناس موظفا مخلصا
كان يا ما كان
كان جادا في عمله طموحا صادقا 
كان ينهي واجباته مبكرا
كان لا يطيق الجلوس بلا عمل
فبعد انجاز العمل يخترع اعمالا و خططا للتطوير
قتلني هذا الشخص بغبائه
تعرض لعدة مواجهات وصدمات وتخطاها بتوفيق الله له
حتى جاء اليوم الذي أطفأت فيه شمعته
جعلته يفقد ثقته في نفسه و مبادئه و قيمه و قناعاته الشخصية
جعلته يعرف أن الخير يخص و الشر يعم
و أن النظام ليس نظاما
ولا وجود للأمان 
النظام ليس له من النظام الا اسمه
الميزان مقلوب
والقيمة للقوي وان كان فاسدا
التقدير للمتمرد وان كان فاشلا
الاعتبار للوقح و من يكسر عيني ويكسر كلمتي
من اليوم فصاعدا
س من الناس
وبعد ان انطفأت جذوته
يستحب العيش في الظلام
البعد عن عرين الأسد
العرين الذي يفتقد القوة الحقيقية
والحماية لرعاياه
والعدالة في الحكم.

الأثنين
04/يناير/2016م

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الميزان المقلوب



حين يوكل الأمر لغير أهله
ويمكّن الفاسد من السلطة
ماذا تتوقعون
ما حال مصالح العباد
من الذين سيستفيدون
ومن الذين سيعانون
سؤال يستحق الاجابة


اترك الاجابة لكم.


تصبحون على خير.

السبت، 5 ديسمبر 2015

الكابوس



خارج حدود الاماكن
خارج قطار الأزمنة
وحيدة في الظلام الدامس
السير نحو المجهول
صمت مطبق
الا من طنين
نبضات متسارعة
أسنان تصطك
شد لا ارادي تشنج
انقطاع التنفس
أغلى الأحبة يبتعد
تحول بيننا مسافات مرعبة
يفرقنا شبح بل أشباح تختفي في السواد الحالك
في بقعة ضئيلة من الضوء تركت في الكابوس
لعرض مشهد الرعب
آية الكرسي تكررها
والاطياف تمر بسرعة
على اطراف اصابعها
لكنها تتحدى بتأثيرها قوة الآية
الصدام يستمر
تلتزم الروح التجمد
لعلهم يرحلون بسلام
يجثم الثقل على الضلوع
العينان مغلقتان
يخفت الضوء
يسكن الطنين
تخفق ضخات الدم في الاذنين
يتلاشى التشنج
تنفتح العينان
تبقيان خدرتان لكنهما شاخصتين
تستيقظ مرتعبة
تبحث في الفراغ
عن الاشباح
يبقى صداع قوي
وتيبس في المكان


الاقدار تسيرنا
و نحن نستسلم
ومن سار لا بد يوما يصل .. للنهاية

السبت، 28 نوفمبر 2015

مونيكا



في هذا الصباح وهو ثاني يوم من العطلة الأسبوعية
جلست أتابع قصة على التلفاز كنت مشدودة جدا وأنا أتابع..
وآنذاك شعرت بمونيكا وهي تقدم لي غطاء وثيرا
ثم توجهت للمطبخ لتطهو طعام الغداء
شعرت بهذه النعمة العظيمة
وجود هذه المرأة في بيتي
تنظف و تطبخ .. تعتني بكل صغيرة وكبيرة
صحيح انها ليست مسلمة
لكنني منذ اليوم الأول أخبرتها أنها اختي وهذا بيتها وهؤلاء هم أولادها
لم تخلو تلك الأشهر الاحدى وعشرون من خلاف عابر بيننا
بغض النظر عمن كانت السبب أنا أو هي
إلا أنها تتميز عن الخادمات السابقات اللواتي دخلن بيتي تتميز مونيكا السمراء بقلبها الأبيض
لمساتها الحانية علي رغم أنها في نفس عمري
حنوها على ولدي وبنياتي
أعتبر وجودها نعمة من الله
تعتزم مونيكا السفر بعد ثلاثة أشهر ووعدتني بالعودة
لدي قناعة بأنها ستعود إلا إن حالت دونها الظروف
هذا الأنس الذي بثته ميمي في بيتي لا أحب أن أفقده
ليس قيامها بالمهام المنزلية بدلا عني فحسب
بل وجود هذه الشخصية الآسيوية الطيبة
رغم فقر البلد الذي قدمت منه و اختلاف ديانتها إلا أنها منفتحة متعلمة وتدرك رقي الحياة وتحترم الإسلام
تذكر بالصلاة وتراقب وقت الأذان في رمضان
بعد دخولها بيتي بأسبوع واحد رافقتنا في رحلة للعمرة
عند زيارة الحرم المدني تركناها في الشقة التي استأجرناها في الجزء المخصص لغير المسلمين من المدينة ثم تركناها في جدة لأداء العمرة في مكة
دعوت لها مرارا بالهداية الى الاسلام الذي شعرت انها تدرك مدى قوته وصدقه
لا أعرف لماذا شعرت بالرغبة في كتابة هذه الكلمات
لكني على يقين أنها قليلة في حق هذه الإنسانة.
السبت 28نوفمبر 2015
الموافق 16صفر 1437

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

المصباح المتأرجح


في بدايات فصل الشتاء الذي بدأ مبكرا هذا العام
في ليلة ضربت بها عاصفة رعدية
المصباح يتأرجح في سقف حجرتها
المطر يتساقط متسارعا على شباكها
ضمت ركبتيها بيديها
القرفصاء
الجلسة التي توحي بأشياء كثيرة
توحي لأول وهلة بالحزن
توحي بالوحدة
توحي بالبرد
توحي بقلة الحيلة
حين تجتمع أمور جليلة في قلب صغير
فإنه يتحمل فوق طاقته
قلب ضج بمتاعب الحياة
أعجزته المناورات
و عينين تفيضان كلما ناء بالهم
قلب يطلب منه دور الجلاد كل صباح
وكل مساء يقيم على نفسه الحد
لا يزال المصباح يتأرجح فوقها
لا تزال تحاسب نفسها
تلومها
يعاقبها كل ما حولها
تختنق بغصة ندم
في الصدر جرح عميق
وفي رأسها ألف لماذا
لماذا تحدث كل هذه الأحداث المتسارعة
لماذا هذه الامتحانات الصعبة
روح مكبلة
تتوق للتحليق حرة
بعيدا جدا
خارج حدود الجسد
خارج أسوار المشروع و الممنوع
خارج العادات والتقاليد والأعراف
حرة تفعل ماتشاء
حيث تشاء
لماذا  و المصباح لا يزال متأرجحا
لماذا الخوف اللوم العقاب الندم
الجواب لانها ليست ملاكا
انها مجرد بشر
ومهما اجتهدت لارضاء البشر فلن تطيق.
الاثنين 11 صفر. 1437هجرية

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

جلادة قلب



حين أستلقي على فراشي بعد يوم عمل شاق
لا مجال للتفكير
أستغرق في نوم عميق
في صباح الاجازة
أفتح عيني
أصلي باطمئنان
أحمد الله على نعم لا أطيق شكرها مهما اجتهدت
يسكن قلبي شعور دائم بالتقصير
أقدم صلواتي وأنا أحسن الظن برب رحيم بالعباد
أظل خائفة راجية العفو
موقنة برحمته
بين الخوف و الرجاء
قلب معلق بالله جل جلاله
تتقاذفني أمواج الحياة
تارة تهدأ و تارة تضطرب
كان يا ما كان
قلب لا يتقن ألعاب الانتقام و الكراهية
يعيش بقلب طاهر و نية صافية
قابل اساءاتهم لزمن طويل بالصبر والصمت والهدوء
هدوء منبعه الثقة بالله وحده
ثم بسنة الخير المنتصر في الوجود
بادل حقدهم بالمحبة
بادل صدودهم بمد يد السلام
بادل مجالس نميمتهم بالانعزال والعمل
بادل مكائدهم بإحسان الظن و التغافل لا الغفلة
لم يكن تحامل الدنيا على ذاك القلب الحزين الا اعتصارا له لاخراج بذرة طيبة زرعها رجل فاضل يرقد تحت التراب
صراعاتهم مع هذا القلب انهكته لكنه موقن بأن الله معه
بياضه لم يتسخ بحقدهم وان كان يبدو لهم كذلك
يستفزون صمته الحزين
بنظراتهم التي يقرأ مدى خبثها
يستفزون صمته الحليم بابتساماتهم الصفراء
يستفزون رباطة جأشه بكلمات مصطنعه ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلهم الكراهية المتغلغلة
لكنه قلب من دم و لحم
له طاقة انسان واحد
ومحاربوه كثيرون و لا يكلون
فان يئس خيره من عمق شرهم
ويئس صبره من استبسالهم
وأنهكته مرافعاته في الدفاع ضد بهتانهم
هنا.      ان انفجر هذا القلب فجأة في وجه أحد هؤلاء الحاقدين
فلا يلومن الا نفسه. 

الجمعة 24محرم1437هجرية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

هياكل الصمت

البعضحينيرحلونيأخذونمعهمطعمالحياة
نكتشفأنهممنكانواباهتمامهميمنحونحياتناأنسهاولذتها
نصبحبدونهممجردبؤساءنعانيقسوةالزمانولامبالاةالبشربِنَا 
يتركونلناالحسرةتتغلغلفيقلوبناتمعنفينزيفها
يحيطبالجسدضجيجالألميوهنماتبقىمنالروح
يرديناهياكلمنصمت

لاأمللها 
الموتالبطيءعذابها
ولوكانسريعالكانراحةلهالكنهيهات 
كللحظةتمربدونهمتسرقعافيتنا
كللحظةتمرلاتنسيناذكرياتنامعهم
كلالأماكنتنطقبمشاعرولدتبصحبتهم
كلالنسائملاتزالتحملعبقهم
كلالأصداءترددأصواتهمالغالية
تلكالنبرةوذاكالحنان
والدفءفيالعبارات
التقديرالذيلايضاهى
الهالةالساحرة
توليفةالتميز
كاريزماالانفرادبقلبنادر
قلبوفيلاأحدغيرهيدركأسرارالدلال
لكنهبلاحظ
لأنكلالأعرافتقفضده
فيظليناضلحتىيستسلم
وحينيستسلم
لاقيمةلمعركةخاسرة
تحيةوفاءوحبلهذاالقلب
وانخانعهداغابرالاقيمةله
فيبقىلهرصيدلاينتهيمنالحب

المهاجرة
السبت١٤٣٦/٠٧/٢٠

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

سوالف ليل

كي تسمع .. اصمت 


كي تفهم .. أنصت


و كي يفهمك الآخر .. تمهل و لا تتعجل 



تصنع لنا مخيلاتنا قصصا قد لا توجد على أرض الواقع
نظن ما نظن
ونبني ما نبني من مفاهيم
لكن مهما تراءى لك من تقارب اثنين
لا تؤاخذ شخصا بجريرة آخر 
استنادا على مخيلتك
التعميم قمة الاجحاف
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


::خاااااااااااص::




***

الهم هذا صويحبي من دور الاطفــــال
مبطي مرافقني ولو عنه اقفيــــــــــــت


ما شفت خل بالزمــــــن مثله ولا زال
لو غاب عني ساعة قال انا جيــــــــت


لا تحسبي يا مهاجرة يصفي لك الحال
والله لاقلب حسبتك عنك ما ازريـــــت


هذي حياتي ماشية والعنا طــــــــــــــال
عسى خبري يلفيك يا فلان للبيــــــــــت


***





تكفين يا عيني

::مدخل::
جوفي صحاري تورد الحي للموت
                      وانت المطر ينبت ربيعي من ( الصوت !! )

*+*+*+*+*+*+*+*+*


                                                                                             ::مخرج::
                                                                                   http://www.youtube.com/watch?v=__fMwNW3e-Y&list=RD__fMwNW3e-Y

الجمعة، 17 أبريل 2015

الموت من الخوف




قرر الطبيب انها تحتاج الى عملية سريعة


عملية تتطلب التخدير الكامل


شعرت انها امام خيار صعب


بصمت على رفض العملية


ومع محاولات الطبيب الذي انتهت مناوبته منذ ٣ ساعات ولكنه ظل متواجدا وشرح لها مخاطر عدم عملها فاقتنعت


استسلمت ووافقت على مضض فلا حول لها ولا قوة


ما دام احلى الخيارين مر


بصمت على عدة اوراق لم تهتم لتعرف محتواها


كانت الثواني اطول من الدقائق المعهودة


ظلت تنتظر وهم يقومون باجراءات التجهيز قبل العملية


انابيب التغذية الوريدية متصلة بها في كلتا يديها


احضرت الممرضات لباسا اخضرا مفتوحا من كل جهة


وقبعة للرأس جمع فيها شعرها


وحضر طبيب التخدير من منزله فاليوم عطلة


سألها عدة أسئلة على عجالة


ثم توجه لقسم العمليات وطلب احضارها


ودعت شريكتها في الغرفة


تمنت لها الشفاء


اتصلت بقريبة لها تحبها


ظلت تسترجع كلماتها المشجعة لعلها تدافع خوفها


كانت تخفي هلعا من التخدير وليس مجرد خوف


احضر السرير المتحرك ونقلت اليه


سجت الممرضات وجهها وجسدها بغطاء


تبعتها ابنتيها واحدة مرافقة والثانية تركت محاضرتها وجاءت زائرة في غير وقت الزيارة


ودعتهما بيأس عجيب


فرغم ان تلك العملية ضرورية الا انها ليست خطيرة


وخوفهاكان من التخدير لا العملية


رغم انها خاضت تجربة التخدير الكامل مرتين من قبل


الا انه يبدو ان العمر له دور والشجاعة قلت


كانت شاحبة جف الدم في عروقها من الخوف


ظلت تستغفر وتستودع نفسها واحبتها عناية الرحمن


كان الطريق لتلك الغرفة طويلا او هكذا شعرت


توقفت الممرضات لدخول مصعد وانعطفت عدة مرات


حتى تم التفريق بينها وبين مرافقتيها


ابتعدت اصواتهن الا نستطيع الدخول


الممرضة لا هنا انتظرا


رفع الغطاء عنها


نقلت الى طاولة قاسية باردة


الغرفة شديدة البرودة


الاضواء فوق وجهها


لهذه الطاولة مسندين لليدين


وضعت كل يد على مسند


علقت المحاليل


حضر طبيب التخدير


وطبيبة اخرى مساعدة سلمت عليها وسالتها عن اسمها


طبيب التخدير يتحرك يمينا ويسارا ثم يختفي


تظل كالذبيحة على النصب تنتظر الجزار


او بالاحرى الجزارة التي طلبتها


فهي رفضت الطبيب الرجل رغم شهرته ومهارته


بالقرب منها انبوبة غاز التخدير


كانت قد ملت من بطئهم او ربما تأنيهم وان كان محمودا


ترتجف من البرد والخوف معا


عادت المساعدة وسألتها اسمك فلانه بالخطأ


صححت لها


وقفت الى يمينها وطبيب التخدير يسارها


كانت في استغفار ودعاء مستمر


وضعت الكمامه على انفها وفمها


وطلب منها استنشاق الغاز المخدر


اغمضت عيناها باستسلام ثم استنشقت


رائحة غريبة 


اخذوا يحثونها على المزيد


واستنشقت تبعا لها ثانية


الاصوات ابتعدت وتلاشت 


ثم ........................


...........................


...........................


...........................


...........................


...........................


...........................


ترى انها نائمة و تحلم


لا تعلم ماذا حل بها


لا تعلم بم كانت تهذي


اصواتهم بعيدة


وجوههم تقترب منها


واحدا تلو الآخر


بعد ان انعشوها


وتاكدوا من عودة القلب والرئتين للعمل





اخرجت واعيدت للتنويم


حمدت الله 


المخدر الذي خشيته


كان نعمة


لكن كان هناك خوف وعدم ثقة تم تبديدها


الصحة هي أغلى كنوز الدنيا


يستحق الشكر عليها التعبد بلا كلل.





الجمعة ١٤٣٦/٠٦/٢٨