الاثنين، 4 يناير 2016

ملك الغابة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبق و أن كتبت في مقال المتحاذقين البائسين عن أولئك الذين يستفزهم الشخص المجتهد


بعد مضي ما يقارب ثمانية سنوات من تركي لتلك الشركة

أعود لأكتب اليوم عن صنف مشابه لأولئك المتحاذقين 

الفارق أن هؤلاء أعلى منهم درجات بل مراتب في العلم والمنصب

أتمنى أن يقرأ كل من يجد نفسه في ثنايا سطوري هذه الكلمات ويحاول أن يراجع نفسه

كيف يقتل الحماس

كيف تموت الروح
يغتال الطموح
تذبل ورود الأمل
وتشمخ أشواك اليأس و الإحباط
كيف يتم اسقاط الهمم عن القمم الى الحضيض

حين أضعك محل ثقة

لأنني على يقين من صدقك و عدلك وشفافيتك
لكن أيضا يعجبني فيك حين تستحي من الحديث عن حقوقك
فأنا منذ البداية اتبعت معك سياسة التعسف
انني أغريتك بالمكانة وجعلتك تمتن لي بهذا الفضل العظيم و هو هذه المسؤولية على عاتقك
و ما ألقيتها عليك الا لعلمي بمدى تفانيك في العمل الجاد وسعيك الحثيث نحو الكمال
ان أتيتني بحصاد و غنيمة أصطفيتها لنفسي
ثم سألوح لك بأطراف يدي أن اخرج فليس المقام مقامك
وان بدأت عينا القطة تتفتحان على ما لها و ما عليها
فالجواب هو الصمت غض النظر عنها وان ألحت فلا بأس بالزجر أو العتاب القاسي 
ثم مع الايام أماطلك حتى أقتل فيك الإيمان بحقوق تدعيها لنفسك
يا قطتي المشاغبة ارتدي قناع الغفلة او التغافل أيا شئت لكن لا تفتحي عينيك على تسلطي
سأوجهك بالريموت كنترول أتحكم بك عن بعد 
عينيك تحت السيطرة أفتحها على ما أشاء و أغلقها عمن أشاء
ما بالك تتنمرين فقد قصصت أظافرك الشقية
فلا تحاولي الخربشة
و لو سلمت أنك حمامة سلام و لست قطة
سأقص جناحيك
سأسجنك في قفص سياستي العمياء
لا تحاولي تطبيق العدالة معي
فأنا فوق طائلة القانون
أنا من يضع القانون الخاص بغابتي


×× س من الناس ××


تعالي أحكي لك عن س من الناس

كان س من الناس موظفا مخلصا
كان يا ما كان
كان جادا في عمله طموحا صادقا 
كان ينهي واجباته مبكرا
كان لا يطيق الجلوس بلا عمل
فبعد انجاز العمل يخترع اعمالا و خططا للتطوير
قتلني هذا الشخص بغبائه
تعرض لعدة مواجهات وصدمات وتخطاها بتوفيق الله له
حتى جاء اليوم الذي أطفأت فيه شمعته
جعلته يفقد ثقته في نفسه و مبادئه و قيمه و قناعاته الشخصية
جعلته يعرف أن الخير يخص و الشر يعم
و أن النظام ليس نظاما
ولا وجود للأمان 
النظام ليس له من النظام الا اسمه
الميزان مقلوب
والقيمة للقوي وان كان فاسدا
التقدير للمتمرد وان كان فاشلا
الاعتبار للوقح و من يكسر عيني ويكسر كلمتي
من اليوم فصاعدا
س من الناس
وبعد ان انطفأت جذوته
يستحب العيش في الظلام
البعد عن عرين الأسد
العرين الذي يفتقد القوة الحقيقية
والحماية لرعاياه
والعدالة في الحكم.

الأثنين
04/يناير/2016م