
بـ( السوح)
وهو مكان غدير لازال منتصفه طينيا لم تبخره الشمس تماما
كان المكان عبارة عن ثروة نباتية من شتى الأعشاب البرية التي تنمو بعد هطول الأمطار
شاهدت في هذا اليوم ما يربو على عشرة أنواع أشهرها الشيح والقيصوم
وأنواع أخرى لا أعرفها قاتل الله الجهل لكنها تختلف في أشكالها و ألوانها
منها ما خالطه الشوك ومنها ما كان على هيئة كوز الذرة منها طولي الورقة ومنها المسطح المفترش على الأرض
ومنها ما حوى عددا هائلا من فقاعات تشبه البالونات الصغيرة البيضاء وتحيطها الأشواك
منها ما تشربت أوراقه في منتصف التقائها باللون الأحمر كبقعة الحبر
أما الزهور فقد تنوعت بين الأبيض والأصفر و الأرجواني
ثم إن في هذه المملكة النباتية قد نشأت ممالك من الحشرات الطائرة و الزاحفة
كالفراشات البيضاء والملونة ببرتقالي وأسود
وأجيال من الجراد التي أخذت لون التربة فلا تدرك وجودها حتى تقفز فجأة أمام ناظريك
وما أن تطأ قدماك المكان حتى تهرع الفراشات لاستقبالك و هي تتراقص وكأن الأدوار موزعة في استقبال الزوار
أما تلك الدويبات البرتقالية الصغيرة المدعوة أم علي ذات السبع نقط فمتكاثرة بأعداد هائلة
تجدها على الوريقات وفروع الشجر بأحجام متفاوتة تمارس حياتها فنتأملها في مشاهد طريفة تجعلك تسبح الخالق
الذي ألهمها الغرائز في موسم تظهر خلاله لفترة ثم تختفي أو ربما تهلك عند انتهائه
لقد انتابني في هذه النزهة الاستكشافية القصيرة على بساطة المكان ، شعور بعظمة هذا الكون وعظمة الصانع
شعور بالامتنان لكل هذه النعم لهذا الخير العميم في هذا العام المبارك
أتذكر أيضا فصولا ربيعية منصرمة ، رحلت ولن تعود ، على ندرتها الا أنها تشبه منظر و رائحة هذا الربيع المبتل
لكن شيئا ما داخلي قطعا اختلف مما جعل هذا الربيع على جماله يشيع معه مشاعرا غالية احتفظت بها طويلا
كانت مقدسة لدي حتى اكتشفت أنها من صنع خيالي الواهم وحسن ظني بالبشر
البشر ... الذين لا يزالون يبرهنون لي كل يوم عن مدى سذاجتي وانخداعي بقصص غابرة عن خرافات تشبه خرافة الخل الوفي
وها أنا قد استوعبت الدرس جيداً.
مودتي لكم ،،
المهاجرة
شمال الجزيرة
15/06/1435هـ