السبت، 30 نوفمبر 2013

شجون المهاجرة

من عالم الورق
من أعماق الصمت المطبق
تفتح نوافذ الشتاء الوليد
و إذا ببرد الصباح يبعث فيها مشاعرا تبلدت
ويثير شجوناً قديمة دفنتها في لجة بحر سرمدي 
طالما هدهدها على مهد النسيان
أبعدتها أمواجه عن شواطئ الذكريات
و نبرة صوت موال عراقي تتأوه جراحاته في قلبها
تجتث من روحها أسمال الراحلين بلا وداع
بلا وداع أضاعوها
بل تركوها
كيف تركوها ؟!!
روح مهاجرة
منفية بأطراف الجاحدين
ممزقة تسحقها قبضة القسوة
تجرعها كأس الحرمان
كانت يوما ما ملكة متوجة على عرش الدلال لا تمسه يد العابثين
راحت عزيزة مكرمة ثم غدت أسيرة محطمة
و هــهنا في الصدر يقبع صبر عظيم على مدى الليالي و الأيام
اعتصمت بأسواره يسجن في غياهبه فراشة مغرورة ملونة 
فراشة أسيرة لكنها لم تمت
روح ترقص بجنون لا فرحا ولا طربا
يرهقها التعايش مجبرة على مسرح الحياة مع كل هؤلاء
بحر براق تغوص فيه هربا يسرقها و تسرق منه لذة النسيان
و فراشة متمردة داخلها تعشق شذى الربيع الحالم
الذي يلوح مغادرا عتبات عمر المستضيف الكئيب
و أشباح شجون شاحبة تتشبث بكل فرحة
 تبكيها تجرحها أو ترديها اغتيالًا
تركل بقدم الازدراء و بكل حقد قنديلها العتيق
لا تتورع عنها حتى تطمئن أنها تغرق في يم بؤس طاغٍ 
يطفئ آخر بصيص للفرح
تقاتل وحيدة مكشوفة الظهر !!
صراع على صعيد ءاخر 
عيون حاسدة تتربص سقطة الفرس الجامحة
تتأمل نجاحاتها في مضمار شاء القدر أن تتصدره
عيون استوطنتها خفافيش الغيرة العمياء فخبى نورها
يفضحها اندهاشها و تنطق مآقيها بما يثير انتباه الجميع
تفرخ في رأسها الأكاذيب و تحتال على نفسها لتصدقها
لا تعترف بمبدأ من جد وجد ولا بقيمة الاخلاص و العطاء
تظن الوصول للمكانة العليا بحبائل الحيل 
وذرائع النفاق و نسج المكائد
تظل الفرس السوداء تطارد البيضاء
ولو أنها نظرت أمامها و ركزت على هدفها
لكانت معها على خط واحد
الفرس البيضاء
فرس خلقت لتعشق المقدمة
لكنها لم تخلق لخوض المعارك
تدميها مساجلاتهم لكنها ..
روح عادت جريحة تظن بالله خيرا 
وتستشعر قربه منها ووعده بنصرها
جبلت على الشفافية
تعجز عن التصنع
لم تتوافق و زمن الحرباوات المتلونة كل يوم
خيرها و شرها ظاهر للعيان
يطربها الأثير العليل المحمل بأهازيج الزمن الجميل
و يكدر صفوها غبار العالم الملوث
عادت ترافقها حمامة السلام والحب ترفرف مثلها بيضاء
لتصطدم بقبح واقعهم
لتجد البياض مضرجا بالدماء
على جدار قذر ملوث
بالظلم و السواد ، حسد طاغ وكراهية عمياء 
و حقد دفين يغذيها حب الأنا

بلا ذنب اقترفته
لا أقبح من الشعور بحقد من تحبهم كنفسك
أنا ومن بعدي الطوفان
أنا الأعز والكل أذل مني
أنا الناجح والبقية فاشلون
أنا الكبير وهم الحقيرون
أنا السخي وهم الممسكون
أنا اليد العليا ولهم اليد السفلى
حب الانا عشق الذات الجهل الافق الضيق
يغلفها جميعها الكبرياء الذي لا يترك مجالا للتراجع
ولا يسمح بفرصة للتنازل و الاعتذار

و كيف لروح اعتادت النقاء أن تتعلم الأنا
وتجازي الآخرين بالمثل

يريدون أن تتلوث بالسواد و تأبى تلك الفطرة السوية.


-==-=-=-=-=-=-=-=-=-==-
اللهم إني أعوذ و ذريتي بك من :
أمراض القلوب
وقطيعة الرحم
وداء الحسد

المهاجرة
26/01/1435هـ