الأحد، 18 يونيو 2017

السعودية و قطر





يؤلمني جداً ما وصل إليه حالنا في الخليج العربي
أحياناً نتغافل عن سلوك أعز الأقارب 
نتظاهر بالعمى عن شطحاته
ندعي الصمم إزاء ما نسمعه منه أو عنه
 كي لا نقع في صدام معه 
قبل أكثر من عشرين عاماً كنت متابعة جيدة لقناة الجزيرة
الشريعة والحياة الاتجاه المعاكس الرأي والراي الاخر بلا حدود سري للغاية تحت المجهر وكنت منبهرة جدا بالتميز في الطرح والاثارة والتشويق حتى زمن سقوط بغداد وظهور قناة العربية 
تابعتها فترة حتى حدوث الثورات وما سمي بالربيع العربي بداية من الجزائر وتونس و ليبيا حتى مصر ثم سوريا وكل ماحدث في بلاد العرب كوم وما حدث في الشام كوم بل لا يعادل عشر ما حل ببلاد الشام 
هنا كنت اسمع عن الموت والعذاب وأحاول الهرب
احول التلفاز عن الأخبار
احذف مقاطع حمام الدم التي تردني
ولكن لا جدوى
تتخلل ذلك الهروب وقفات على واقع الشعب السوري الشقيق ولا حول لنا ولا قوة سوى البكاء والدعاء
كتبت مقال رثاء 
إهداء للشعب السوري الجريح

عن قدر محتوم حل  ببلاد الياسمين 
وعن خذلان حكام العرب ووهن المسلمين
ثم انصرفت عن هذا العالم المأساوي
وغرقت في العمل الاداري الرتيب
قبل عقد ونيف من السنوات كنت أكتب في منتدى القبيلة
وكان المنتدى حافل بأقلام وشخصيات متابعة للمسرح السياسي 
كنّا من وقت لآخر نصدم بشطحات للحكومة القطرية
وقتها وصفتها بالأخت المتمردة
كان كل شيء مكشوفا للاستخبارات السعودية ومن يعود لتلك المقالات يضع يده على دلالات عزمي بشارة قطر الجزيرة ايران اسرائيل التطبيع القرضاوي الخ
ورغم ذلك
تحلت الأخت الكبرى السعودية برباطة الجأش
واليوم عندما أعلنت قطر سياستها المتخبطة والتضارب في مواقفها لم يكن للسعودية بد من ايقاف هذه المهازل المتوالية
والسكوت الذي كان حفاظا على لحمة الشعبين ربما كان لابد الا يطول ويفسر ضعفاً ويسبب تمادياً سافراً
والتجاوزات القطرية والانتهاكات ودعم حكومات وتنظيمات وأفراد معادين لدول الخليج بالوثائق التي وضعت السعودية يدها عليها والبحرين والامارات

اليوم نحن بصدد جرح في صميم خليجنا
جرحنا من أقرب اخواننا
والمؤلم كوننا في وقت نحن في أمس الحاجة للاتحاد
للتماسك للوقوف في وجه عدونا كلنا صفاً واحداً

ومهما كان لدى أي طرف خليجي من الحماقات والكبرياء ومآخذ العزة بالاثم كان يجدر بالقادة العظماء النظر الى المصلحة العامة للشعب الخليجي كلحمة واحدة وعدم منح الأعداء والحاقدين فرصة الدخول بيننا وتوسيع الهوة وإضرام الفتنة

وما حدث بيننا وبين قطر عار عظيم يندى له جبين كل خليجي وخليجية

جعلتمونا نشعر بالخجل والضعف والخيبة والخذلان
وفوق خذلاننا منكم الخذلان من الاخوة من الدول العربية بلا تحديد الذين يفطرون في نهار رمضان في مواقع التواصل على لحوم الأشقاء من الحكام و رجال الدين وحتى الشعوب الخليجية فيصفوننا بأبشع النعوت ويتشفون بنا وكأننا أعداؤهم 
اليوم نقف مشدوهين تتوالى علينا الصدمات
الفجور في الخصومة
تنفيس الأحقاد
سقوط الأقنعة

ليس الخذلان جديدا علينا
لكن لطالما كنا نشعر به ازاء أعداء الدين
اما خذلان اليوم فأعمق وأشد وأنكى


فشكراً يا قادتنا العظماء
وشكراً يا شعوب بني العرب


الثلاثاء، 2 مايو 2017

غازي القصيبي




بكيت لوفاتك أيها الوزير الراحل

خطابك الأخير

تودع دنياك بحلوها ومرها

تشتكي للقوي ضعف حيلتك وقلة زادك

تبتهل لعالِم الغيب بما بين جناحيك من روحانية لا يعلمها الا هو وحده



لا يربطني بك سوى تلك المشاعر الجميلة التي بعثتها لنا في رواياتك وقصائدك

جمال فكرك وجاذبية روحك حوّلها نبض قلمك على صدر الورق الى بحر من حكايات الف ليلة وليلة

تفردك باستبرق السياسة الصفيق المبطن بسندس الشاعرية الرقيق

خلف لك عشاقا لا عزاء لهم بفقدك حيث لا ند لتلك الكاريزما والتوليفة التي كونتها وكونتك

ايمانك بالله علاقة مقدسة خاصة جدا بينك وبين ربك

وحده سبحانه وتعالى من يتقبلك

وليس مصيرك وراحتك الأبدية في أيدي البشر لكنه الله جل في علاه


للأسف كثيرون لن يشعروا بأهميتك

وليس ذلك الا جهلا منهم بغازي الانسان والأديب


كنت في وسطهم كوكب يضيء ميادين مختلفة

لك جمهور سياسي وجمهور آخر أدبي

الجمهور الأول لا أعلم قد تختلف نظرتهم إليك حسب توجهاتهم

الوفي منهم من أثنى عليك وعدد انجازاتك في خدمة هذا الوطن


والجمهور الأدبي بلا شك كلهم حزينين لفقدك

فقيمتك بينهم عظيمة

وإرثك الذي تركته ثري

عرفت من وفاتك قيمة الكتابة

حين يترك الكاتب في مؤلفاته وآرائه بعض روحه


فتبقى حية تخاطب الناس حتى بعد موته

0

0

0

رحمك الله يا أبا يارا.

المهاجرة بتاريخ 15-08-2010م

الأربعاء، 26 أبريل 2017

رقصة الموت




نولد طفلا يبكي
والدموع حبات تبلل وجنتينا الناعمتين
فسبحان الله
ماأعجب شأن الإنسان
نعيش الحياة كما قدّر لنا أن تكون
بحلوها ومرّها
نفرح ونحزن
نبكي ونضحك
نبتسم وندمع
نحب ونكره
نثور ونهدأ
نغضب ونرضى
ننام ونصحو
نرتاح ونتعب
نمرض ونشفى
نطيل الامل ثم نيأس
نجمع الأضداد..

وتدور بنا رحى الأيّام
ونتعب من الدوران في السّاقية السرمدية القديمة العهد
ونمل اللهاث وراء رغباتنا العتيده المجيدة العنيدة
وحينها ننسى تلك الرّغبات
ونكتفي باللّهاث ولا ندري لماذا نظل نلهث ونلهث
ونفقد اهدافنا في الحياة
وحينما نصل الى مرحلة
نمل ونكل
وهنا ياتي دور النهاية
نهاية كل شئ
فتسلبنا الحياة طاقتنا وحيويتنا وامالنا ونقاءنا
وننطوي في الزّوايا المظلمة ونتعفّن رويدا رويدا
لننتظر ملك الموت بين لحظة واختها
ولكنه لن ياتي في حال انتظارنا الطويل وتاهّبنا
سياتيك بغتة
ويستل منك تلك الماهية
التي لطالما نعمت بالسعادة وتعذبت في الشقاء
تلك الروح التي أحبها اناس وكرهها آخرون
تلك الروح التي ربما يوما ما غيرت من مجرى الكون
ومن حياة الكثيرين
ثم تطرح في حفرة مظلمة
اكثر من تلك الزوايا والأركان
التي كنت تنطوي فيها على حزنك
وثقل همومك جاثم على صدرك
وسيسارع احبتك في مواراتك الى الثرى
بينما تكون تلك الروح صعدت الى الثريا ..........
فما أضعف الإنسانية
ويال بؤس هذا المخلوق
وتنتهي رقصة الموت
الهيجاء
المليئة بالعناء
و للنهاية الكبريآء.

 29-08-2010, 10:16 AM