قرر الطبيب انها تحتاج الى عملية سريعة
عملية تتطلب التخدير الكامل
شعرت انها امام خيار صعب
بصمت على رفض العملية
ومع محاولات الطبيب الذي انتهت مناوبته منذ ٣ ساعات ولكنه ظل متواجدا وشرح لها مخاطر عدم عملها فاقتنعت
استسلمت ووافقت على مضض فلا حول لها ولا قوة
ما دام احلى الخيارين مر
بصمت على عدة اوراق لم تهتم لتعرف محتواها
كانت الثواني اطول من الدقائق المعهودة
ظلت تنتظر وهم يقومون باجراءات التجهيز قبل العملية
انابيب التغذية الوريدية متصلة بها في كلتا يديها
احضرت الممرضات لباسا اخضرا مفتوحا من كل جهة
وقبعة للرأس جمع فيها شعرها
وحضر طبيب التخدير من منزله فاليوم عطلة
سألها عدة أسئلة على عجالة
ثم توجه لقسم العمليات وطلب احضارها
ودعت شريكتها في الغرفة
تمنت لها الشفاء
اتصلت بقريبة لها تحبها
ظلت تسترجع كلماتها المشجعة لعلها تدافع خوفها
كانت تخفي هلعا من التخدير وليس مجرد خوف
احضر السرير المتحرك ونقلت اليه
سجت الممرضات وجهها وجسدها بغطاء
تبعتها ابنتيها واحدة مرافقة والثانية تركت محاضرتها وجاءت زائرة في غير وقت الزيارة
ودعتهما بيأس عجيب
فرغم ان تلك العملية ضرورية الا انها ليست خطيرة
وخوفهاكان من التخدير لا العملية
رغم انها خاضت تجربة التخدير الكامل مرتين من قبل
الا انه يبدو ان العمر له دور والشجاعة قلت
كانت شاحبة جف الدم في عروقها من الخوف
ظلت تستغفر وتستودع نفسها واحبتها عناية الرحمن
كان الطريق لتلك الغرفة طويلا او هكذا شعرت
توقفت الممرضات لدخول مصعد وانعطفت عدة مرات
حتى تم التفريق بينها وبين مرافقتيها
ابتعدت اصواتهن الا نستطيع الدخول
الممرضة لا هنا انتظرا
رفع الغطاء عنها
نقلت الى طاولة قاسية باردة
الغرفة شديدة البرودة
الاضواء فوق وجهها
لهذه الطاولة مسندين لليدين
وضعت كل يد على مسند
علقت المحاليل
حضر طبيب التخدير
وطبيبة اخرى مساعدة سلمت عليها وسالتها عن اسمها
طبيب التخدير يتحرك يمينا ويسارا ثم يختفي
تظل كالذبيحة على النصب تنتظر الجزار
او بالاحرى الجزارة التي طلبتها
فهي رفضت الطبيب الرجل رغم شهرته ومهارته
بالقرب منها انبوبة غاز التخدير
كانت قد ملت من بطئهم او ربما تأنيهم وان كان محمودا
ترتجف من البرد والخوف معا
عادت المساعدة وسألتها اسمك فلانه بالخطأ
صححت لها
وقفت الى يمينها وطبيب التخدير يسارها
كانت في استغفار ودعاء مستمر
وضعت الكمامه على انفها وفمها
وطلب منها استنشاق الغاز المخدر
اغمضت عيناها باستسلام ثم استنشقت
رائحة غريبة
اخذوا يحثونها على المزيد
واستنشقت تبعا لها ثانية
الاصوات ابتعدت وتلاشت
ثم ........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
ترى انها نائمة و تحلم
لا تعلم ماذا حل بها
لا تعلم بم كانت تهذي
اصواتهم بعيدة
وجوههم تقترب منها
واحدا تلو الآخر
بعد ان انعشوها
وتاكدوا من عودة القلب والرئتين للعمل
اخرجت واعيدت للتنويم
حمدت الله
المخدر الذي خشيته
كان نعمة
لكن كان هناك خوف وعدم ثقة تم تبديدها
الصحة هي أغلى كنوز الدنيا
يستحق الشكر عليها التعبد بلا كلل.
الجمعة ١٤٣٦/٠٦/٢٨