السبت، 14 أبريل 2018

عرش الأنا





من أسوأ طباع البشر التي يصعب تفسيرها أن يتعمد الشخص الذي يدرك مكانته الغالية قي قلبك مدى تألمك حين تظن أنك قد ضايقته و لو دون قصد 

فيتعمد بالفعل أن يشعرك أنك ضايقته ويتركك في حيرة والسبب ليس في أنك بالفعل تعمدت أن تضايقه بل ربما تكون قد أردت من وراء قول أو فعل ما مصلحته لكنه لن يفهمها هكذا بل سيفهمها على هواه 

وحين كنت أول من أرشده الى إثبات وجوده فسيجرب أن يفرد عضلاته عليك أنت قبل غيرك 

لذا يجب أن تتغير أنت وتدع الناس تتخبط كما تشاء لانك مهما فعلت ستكون أنت المدان سواء أحسنت أو أسأت التصرف.  

فسبحان الله في من يرتدون رداء المثالية و حسن الخلق لكنهم لا يعلمون أنهم تحت سيطرة حب الذات والأنانية والكبرياء وعدم الإقرار بالخطأ فلسان حالهم يقول عندما يخالفني الآخر سأستاء وأشعره  بتأنيب الضمير  

ويجعلك تشعر كأنك أخطأت عليه لأنه لن يتنازل من عرش أناه ويعترف

 والمصيبة الأعظم أن هذا الصنف من الناس إن دفعك احترامك وامتنانك لهم بأن تستفسر عما قرأته على وجوههم من عبوس وامتعاض فسوف تنتفخ رؤوسهم زيادة وسوف تبوء بالتجاهل والتهميش ويتمادون في اشعارك بأنك المخطئ وهم المعصومون من الخطأ  

الاثنين، 26 فبراير 2018

الأحد، 25 فبراير 2018

التآآآكـــل




قرأت عن نظرية ايجابية في الطب تسمى الالتهام الذاتي
حين يصوم البدن عن الطعام
تبدأ الخلايا المريضة بالتقلص
او احتواء الاجسام الضارة
او كما تبادر الى ذهني
واكتشفت ان هناك بالمقابل نظرية أخرى سلبية تسمى التآكل الذاتي
وهي تحدث حين يصوم القلب عن الحب
وتصوم الروح عن التفاؤل و الأمل
حيث يدفعنا اليأس للضعف العام
وتتراجع الرغبة في الحياة
ويطغى الشعور بالكآبة
فتقل المناعة
ويصبح البدن فريسة سهلة للوهم
الوهم الذي يتحول مرضاً مزمناً بمرور الزمن
التآكل الداخلي
الاحتراق
تفاعل
يؤدي
الى
التلاشي
ثم
الموت


الاحد 25فبراير 2018

الجمعة، 5 يناير 2018

السبت، 16 ديسمبر 2017

مدد




خاطرتي الأخيرة. الموت رحمة.  مليئة باليأس على عكس طبيعتي المكافحة
ولكنني استيقظت اليوم
وأنا أشعر بأنني نادمة على تلك الأوقات السلبية
سوف أركل بقدمي و كعادتي أحجار العثرات
سأركل معها كل شخص يتمنى سقوطي و هزيمتي
لم أُخلق الا للعزة والكرامة والنصر
و قوتي مُستمدة من رب السماء
هو من بيده العطاء
و يُفاجئني بالهدايا في وقت غفلتي وانكساري
إنه الحنان المنان
حين ينشغل كل البشر عنك
ويستميتون فقط في إسقاطك
وفي لحظة انكسارك
و قرب استسلامك
يمنحك رب العرش العظيم قوة من داخلك
تدك بها قلاع أعدائك
وتهدم حصون الحاقدين
ويلوذون حين يرونك شامخاً بالفرار
ولا يبقى من فلولهم أحد
فما أضعفهم
وما أقواك بإيمانك
و استقامتك
و رضا الله عليك
السكينة تغشاك
والطمأنينة تمنحك الصفاء



اللهم كما حلمت عن خطاياي
و تجاوزت عن تقصيري
ومددتني فرصاً جديدة

فابعث في روحي من نعمائك و فضلك
مدداً من قوافل الصبر والايمان
أستعين بها على ما تبقى لي من ليالي في الدنيا الدنيئة



صباح السبت
16 من شتاء ديسمبر لعام 2017

الخميس، 14 ديسمبر 2017

الموت رحمة




يصبح الموت رحمة حين نمل الحياة
حين نظل نجاهد مشقتها دون أن نجني ثمرة 
حين يضيع العمر رهنا على ما يخيب آمالنا
الضجيج
الفكر الذي لا يتوقف
المحاولات الفاشلة للخروج من النفق
اليأس
الاحباط
الخوف على من نحبهم
و لا مبالاة من نخاف عليهم  بنا
الأقدار مكتوبة
الحظوظ مقسومة
الآجال مسماة
التعب الارهاق من مكابدة مالا يطاق
الموج المتلاطم
و ذاك الزورق الذي يبتعد
واليدين المرتخية
قوة التيار
و ضعف الابصار
الارادة المنهكة
النتائج الصادمة
النفوس المريضة
النفاق والمجاملة
الكذب و التلفيق
كل هذا الزخم
والخيبات المتراكمة
تجعل الموت رحمة

أدركت والله العظيم أدركت    لكني ما عقِلت
وعلمت لكني مافهمت
أن بقايا روحي تحمل جثتي التي تتنفس بتثاقل
لو بيدي ولولا خشيتي لكتمت تلك الأنفاس
وأوقفت نبض ذاك القلب الأحمق
لقد مضى علي هنا 43 عاماً
ولكني ما استوعبت كل الدروس
فاتني الكثير
واستعصى أكثر
وشعور الهزيمة مر
وأن تكون الهزيمة باختياري أمر وأشد
وأن أكتشف أنني تحصيل حاصل
وأنني ظننت أن وجودي كان مهماً
ولكنهم أكدوا أنهم على يقين بقرب رحيلي
فلم البقاء
ولم ينتظرون
وليتني لا أتأخر حتى يملوا مكثي
وليتني حين أغادر الى مثواي أنام فلا أستفيق

عسى أن أجد الطمأنينة والسكينة 

الخميس 14ديسمبر2017

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

جميلتي




من بين زحام الفتيات هذه صغيرتي 
أرقبها بكل حب هذا القلب الذي حين يبتعد الكل
يبقى بجواري وحين يبحثون كلهم عن أنسهم وتسليتهم
ترابط بقربي و تظل حمامتي البيضاء ترفرف حولي 
تراقب أنفاسي تتلمس حاجاتي تتحسس من ضيقي 
قبل أن تدمع عيني تتوجس ألمي وتبحث لي عن الراحة
حين كانت صغيرة كانت تعشق اللعب مع أولاد عمها 
رحمه الله وكانت كما نقول بلهجتنا المحلية ( طايرة بالعجة )
 لكنها كانت مطيعة ولا ترفض لأحد طلبا 
الأمر الذي كان يضايقني حيث لا أحب أن تستغل طيبتها
وخفة نفسها وكنت أخشى عليها أكثر من أخواتها 
لأنهن أقوى في الدفاع عن أنفسهن ولطهارة قلبها 
حتى أن خوفي الدائم عليها بالذات أصبح هاجساً يلازمني
 فكنت أقول ربما سيحدث لها مكروه لا قدر الله 
وكثيرا ما كنت أطرد الأفكار السوداء وأستعيذ بالله 
من الشيطان و وسوسته وكبرت صغيرتي وأصبحت
 الأخ الأكبر لأخواتها والناصح الدائم لأخيها الصغير 
والموجهة والقلب الكبير المتسامح مع الجميع 
فالكل لديه كبرياء الا هي والكل لا ينسى ان غضب الا هي
 طاهرة النفس بريئة الملامح طفولية الطباع
 ومع الوقت تبلورت شخصيتها حيث أن الكل كبر واشتد عوده
 وعظم لديه حب الأنا فبدأت تتغير وتقسو بعد خيبات كثيرة 
فوازنت التعامل مع من حولها ورغم هذا كله لا تزال الاطهر والاطيب
 المعطاءة التي تبذل وبسخاء وكأنها الأب لهذا الكيان
 والمسؤولة عن سير الأمور على ما يرام
أسأل الله أن يرضى عنها برضاي عنها
وأتمنى لهذا القلب السعادة و التوفيق وأن يسدد الله خطاها ويقر عيني بها 

إهداء إلى جميلتي الصغيرة
الرياض
الأثنين : 1ذو القعدة 1438هـ