الخميس، 14 ديسمبر 2017

الموت رحمة




يصبح الموت رحمة حين نمل الحياة
حين نظل نجاهد مشقتها دون أن نجني ثمرة 
حين يضيع العمر رهنا على ما يخيب آمالنا
الضجيج
الفكر الذي لا يتوقف
المحاولات الفاشلة للخروج من النفق
اليأس
الاحباط
الخوف على من نحبهم
و لا مبالاة من نخاف عليهم  بنا
الأقدار مكتوبة
الحظوظ مقسومة
الآجال مسماة
التعب الارهاق من مكابدة مالا يطاق
الموج المتلاطم
و ذاك الزورق الذي يبتعد
واليدين المرتخية
قوة التيار
و ضعف الابصار
الارادة المنهكة
النتائج الصادمة
النفوس المريضة
النفاق والمجاملة
الكذب و التلفيق
كل هذا الزخم
والخيبات المتراكمة
تجعل الموت رحمة

أدركت والله العظيم أدركت    لكني ما عقِلت
وعلمت لكني مافهمت
أن بقايا روحي تحمل جثتي التي تتنفس بتثاقل
لو بيدي ولولا خشيتي لكتمت تلك الأنفاس
وأوقفت نبض ذاك القلب الأحمق
لقد مضى علي هنا 43 عاماً
ولكني ما استوعبت كل الدروس
فاتني الكثير
واستعصى أكثر
وشعور الهزيمة مر
وأن تكون الهزيمة باختياري أمر وأشد
وأن أكتشف أنني تحصيل حاصل
وأنني ظننت أن وجودي كان مهماً
ولكنهم أكدوا أنهم على يقين بقرب رحيلي
فلم البقاء
ولم ينتظرون
وليتني لا أتأخر حتى يملوا مكثي
وليتني حين أغادر الى مثواي أنام فلا أستفيق

عسى أن أجد الطمأنينة والسكينة 

الخميس 14ديسمبر2017