الجمعة، 17 أبريل 2015

الموت من الخوف




قرر الطبيب انها تحتاج الى عملية سريعة


عملية تتطلب التخدير الكامل


شعرت انها امام خيار صعب


بصمت على رفض العملية


ومع محاولات الطبيب الذي انتهت مناوبته منذ ٣ ساعات ولكنه ظل متواجدا وشرح لها مخاطر عدم عملها فاقتنعت


استسلمت ووافقت على مضض فلا حول لها ولا قوة


ما دام احلى الخيارين مر


بصمت على عدة اوراق لم تهتم لتعرف محتواها


كانت الثواني اطول من الدقائق المعهودة


ظلت تنتظر وهم يقومون باجراءات التجهيز قبل العملية


انابيب التغذية الوريدية متصلة بها في كلتا يديها


احضرت الممرضات لباسا اخضرا مفتوحا من كل جهة


وقبعة للرأس جمع فيها شعرها


وحضر طبيب التخدير من منزله فاليوم عطلة


سألها عدة أسئلة على عجالة


ثم توجه لقسم العمليات وطلب احضارها


ودعت شريكتها في الغرفة


تمنت لها الشفاء


اتصلت بقريبة لها تحبها


ظلت تسترجع كلماتها المشجعة لعلها تدافع خوفها


كانت تخفي هلعا من التخدير وليس مجرد خوف


احضر السرير المتحرك ونقلت اليه


سجت الممرضات وجهها وجسدها بغطاء


تبعتها ابنتيها واحدة مرافقة والثانية تركت محاضرتها وجاءت زائرة في غير وقت الزيارة


ودعتهما بيأس عجيب


فرغم ان تلك العملية ضرورية الا انها ليست خطيرة


وخوفهاكان من التخدير لا العملية


رغم انها خاضت تجربة التخدير الكامل مرتين من قبل


الا انه يبدو ان العمر له دور والشجاعة قلت


كانت شاحبة جف الدم في عروقها من الخوف


ظلت تستغفر وتستودع نفسها واحبتها عناية الرحمن


كان الطريق لتلك الغرفة طويلا او هكذا شعرت


توقفت الممرضات لدخول مصعد وانعطفت عدة مرات


حتى تم التفريق بينها وبين مرافقتيها


ابتعدت اصواتهن الا نستطيع الدخول


الممرضة لا هنا انتظرا


رفع الغطاء عنها


نقلت الى طاولة قاسية باردة


الغرفة شديدة البرودة


الاضواء فوق وجهها


لهذه الطاولة مسندين لليدين


وضعت كل يد على مسند


علقت المحاليل


حضر طبيب التخدير


وطبيبة اخرى مساعدة سلمت عليها وسالتها عن اسمها


طبيب التخدير يتحرك يمينا ويسارا ثم يختفي


تظل كالذبيحة على النصب تنتظر الجزار


او بالاحرى الجزارة التي طلبتها


فهي رفضت الطبيب الرجل رغم شهرته ومهارته


بالقرب منها انبوبة غاز التخدير


كانت قد ملت من بطئهم او ربما تأنيهم وان كان محمودا


ترتجف من البرد والخوف معا


عادت المساعدة وسألتها اسمك فلانه بالخطأ


صححت لها


وقفت الى يمينها وطبيب التخدير يسارها


كانت في استغفار ودعاء مستمر


وضعت الكمامه على انفها وفمها


وطلب منها استنشاق الغاز المخدر


اغمضت عيناها باستسلام ثم استنشقت


رائحة غريبة 


اخذوا يحثونها على المزيد


واستنشقت تبعا لها ثانية


الاصوات ابتعدت وتلاشت 


ثم ........................


...........................


...........................


...........................


...........................


...........................


...........................


ترى انها نائمة و تحلم


لا تعلم ماذا حل بها


لا تعلم بم كانت تهذي


اصواتهم بعيدة


وجوههم تقترب منها


واحدا تلو الآخر


بعد ان انعشوها


وتاكدوا من عودة القلب والرئتين للعمل





اخرجت واعيدت للتنويم


حمدت الله 


المخدر الذي خشيته


كان نعمة


لكن كان هناك خوف وعدم ثقة تم تبديدها


الصحة هي أغلى كنوز الدنيا


يستحق الشكر عليها التعبد بلا كلل.





الجمعة ١٤٣٦/٠٦/٢٨


الاثنين، 13 أبريل 2015

هواجس





هواجس كتبت في لحظة قهر



مؤلم جدا أن نمر بظروف صعبة وضغوط من كل جهة وشعور بالحزن ويأتي أقرب الناس ليفتعل معنا الخصام ويزيدنا آلاما



ومن العجيب جدا ان البعض لا يتحمل منا أبسط جملة قد نكون من التعب وقصر النفس نصوغ جوابنا بشكل لا يستوعبه لكن هو في واد ونحن في واد آخر



قد تظن أن الآخر يتعمد أن يختلف معك ولو راجعت نفسك وهدأت قليلا لكنت لاحظت أنك من يهول أتفه الأمور



من يحبك يراعيك في الرخاء فكيف وأنت في ضيق وشدة
ومن لا يحترمك كبشر وليس كقريب أو صديق يحتقرك كل لحظة ويحاول أن يقضي على ماتبقى من قلبك المجاهد





يوما ما سنفترق    وأنت قطعه من روحي     لكنك طالما امرضتني

سأظل على امل يوم سعيد ولو كان الأخير .


هواجس
الخميس ٢٠/٠٦/١٤٣٦

العروة الوثقى




ليست الحياة الا مزيجا من الأحوال المتقلبة تولد في نفوسنا مشاعرا مختلفة
فيوم مشرق و مذاقه حلو
ويوم لا يخلو من التعكير مذاقه لا بأس به مع قليل من التفاؤل والأمل
ويوم ءاخر لا يشبه باقي أيام العمر يبقى محفورا في الذاكرة مذاقه علقم نتجرعه على مهل وبكل حزن تصبح فيه الدنيا كخرم إبرة يضيق حولنا الخناق ويتسارع النبض يشخص البصر ويشحب الوجه ويبدأ الاختبار وقياس مستوى الايمان
الايمان مجداف يتشبث به الغريق
الايمان بقعة الضوء في بئر مظلمة
الايمان الطريق الوحيد للعبور من عنق الزجاجة

حين تتساوى في عين المؤمن الأقدار فيقذف الرحمن في قلبه الرضا ويهدأ الخوف وتتخذ القرارات الصعبة

قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ .. )

يبتلى المرء بفقدان الأحبة ويبتلى بفقدان عافيته او شيء منها ومما تتضمنه الآية الابتلاء بالفقر أو الحروب وانعدام الأمان
وعلى تعدد وتنوع المصائب فالشعور المؤلم الدائم والمشترك هو أول كلمة ذكرت في الآية وهي الخوف
الخوف هو أشد المشاعر ايلاما للروح
الخوف من الموت
من الفقد
من العوز
من العقوبة
من كل ما سيسلب هذه النفس سعادتها
عافيتها و استقرارها
وقارب النجاة و حبل الله المتين هو الايمان بالله والاستسلام لحكمه والبحث عن بصيص الأمل حتى نجد المخرج الى النور.

1436/06/24

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

الجمعة، 30 يناير 2015

نقطة ضعف





الانسان الـ ( ..... )

لا أعرف ماذا سأسميه 

ربما في نهاية المقال سأتوصل الى وصف مناسب

و ربما لن أتوصل

لأن كل انسان هكذا

كل الناس

لكن كل واحد يرى الآخرين ولا يرى نفسه

كم هو مسكين هذا الكائن
كائن مكون من كينونة عجيبة

يخضع لقوانين تحكمه و ظروف تحيطه و قرارات تقولبه ..
بداخله مزيج من مشاعر تتضارب فيما بينها
فهو يريد شيئا .. ولكنه يفعل شيئا آخر .. مختلف جدا عنه و معاكس له !!
الآخرون يسمونه متناقضا
قد يبتلى أحدنا بصنوف المصائب فتزيده ايمانا و صبرا
ثم يعتاد البأساء والضراء
حتى تلوح له بوارق الفرج و الفرح
فيمرغ جبهته في الأرض امتنانا و ثناء لله جزيل العطاء
حتى يصبح كل خير يقبل عليه فضلا من الله يستكثره على نفسه و يزيده ايمانا و امتنانا
و حين تقبل النعم .. تقبل تباعا لها .. الفتن .. وهل نترك حتى نمحص ؟؟
تأتي كالجبال
أقوى منا
عظيمة
وعلى عظمة هذا الايمان .. يهزمها
تارة تلو الأخرى

لكن لعنة الله على شياطين الانس و الجن
وشيطان الانسان هواه
الهوى

قد تجابه العالم بأسره تحارب لأجل مبادئك ومقدساتك و ثوابتك
لكنك تبقى بشرا ولك نقاط ضعف قد تستغل من حيث لا تدرك
الضعف الذي قد يجعل القاسي يلين
و الجبار ينهار 
والجلادة تخور

و الألباب تحتار  ..


قد تكون نقطة ضعفك ليست سوءا منك تقترفه أو ميلا لرغبة دنيوية أو شهوة أو أنانية
قد تستغل طيبة قلبك .. و عطفك و حنانك 
قد تعميك الطيبة و تمتزج بفتنة 

فتصبحان توليفة من شعور يضغط عليك و يدفع بك لأن تكون شخصا ءاخر 

قد تصبح اثنين
انت العقل الحارس و انت أيضا ذاك القلب اللص


شخصيتان الأولى منضبطة بالمقاييس و المعايير و القوانين و الصح والخطأ و العيب و الحرام وووو


والثانية تتبع القلب الطيب الذي يرى ألا بأس في قليل من التجاوز عن الخطوط و قليل من المرونة تحت تأثير المجاملة ربما أو الشعور بالامتنان لشعور غالي أو ربما الذنب فيما لو كسرت قلب أحدهم ..

فتسير مغمضا لا تدري أين ستصل
وتقدم التنازلات
ويحاصرك الخوف من الواقع 
يصرخ عقلك

فإن استجبت
مرض قلبك
وان حجرت على عقلك
أكملت مسيرتك نحو المجهول
تراهن على عمرك كله
وعلى حياة من معك

تبقى رهينا لقدر ...... قد لا يرحمك !!!

المهاجرة
الجمعة 
4:00 عصرا
10/04/1436هـ


الثلاثاء، 27 يناير 2015

الملاك الحارس

القلب الذي يحبك حقا


هو ذاك الملاك الحارس الذي يتبعك
ويصبر عليك حتى تهدأ عواصفك







تدري وش الضيق في دنياي يالغالي

الـضـيق شـخص تـعزه وتـفقده حـولك


تـدري بـدونك حياتي و عالمي خالي

الــنـاس واجـد..ولـكـن فــاقـدة زولـــك!!



,,,





السبت، 15 نوفمبر 2014

كيف تصالح نفسك

مقال نشر أول مرة حصريا لصحيفة الشمال أونلاين)

قال الإمام الشافعي رحمه الله  :
لما عفوت ولم أحقد على أحد :: أرحت نفسي من هم العداوات


     لقد خلقنا الله تعالى بشرا ضعيفا ، تحمل نفوسنا مزيجا مختلفا من المشاعر المتفاوتة من خير و شر
لكنه بالمقابل أنزل لنا دستورا يحمل أرقى و أجل نظم الحكم و أساليب التعامل بين البشر
جٌبِلت النفوس على حب كل ما من شأنه جلب المصلحة والمنفعة لها ، وجبلت أيضا على دفع كل ما من شأنه التسبب بضرر أو أذى يلحق بها


هكذا خٌلقِنا ، وهكذا هي نفوسنا ، وكل ما نمر به من انفعالات يومية ليست الا ردود فعل تنطلق من إيماننا بهذه الطبيعة البشرية
جاءت الأديان السماوية بتعاليم إلهية تهذب سلوك هذا المخلوق على هذا الكوكب 
ومع مرور العصور و الأزمنة تكوَّن لدينا خليط من الثقافات المختلفة ليست الا نتاج التجارب الإنسانية.

ومع ذلك نجد أحدهم يحمل أعلى المراتب العلمية ، الا أنه و للأسف لم ينق نفسه من شوائب الكبر والغل وضيق الأفق
ليست المسألة بالشهادات ولا بالمكانة الاجتماعية ، انه سر الناجحين و الخلطة السرية للأقوياء في هذه الحياة
الانتصار على بشريتك والارتقاء نحو الملائكية

انه ليس ضربا من الخيال
جرب ان تهزم أنانيتك
جرب أن تصالح الدنيا بأكملها
إنك حينها تكون قد صالحت نفسك 
ستقبل على الحياة بكل قوتك
التسامح مفتاح الراحة النفسية
قد يقول أحدكم فلان لا يستحق أو هو بدأ بالخطأ
يجب أن يكون أفقك رحبا حتى تصل مرحلة الاحسان
وما يمنعنا أن نكون من المحسنين
وما يمنعنا أن نصنع لأنفسنا السلام
نعم .. عدت الى المنطلق نفسه .. مصلحتنا .. أليس من مصلحتي أن أعيش مع أهل بيتي بهدوء و رضا .. 
أليس من مصلحتي أن أذهب الى عملي بكل حب للمكان و الزملاء وحتى الرؤساء فينعكس ذلك على أدائي و انتاج مؤسستي ..
أليس من مصلحة كل من الزوجين أن يكون نصفه الآخر في وئام مع أهله ، الزوج مع أهل زوجته و العكس صحيح .. 
نحن بأيدينا أن نحول عالمنا إلى واحة غنّاء تغرد بها أطيار المحبة 
و بأيدينا أيضا نحولها الى غابة شوك مظلمة
إنها عقولنا توجهنا كيف تشاء و قناعاتنا تذهب بنا حيث تشاء .. 
ولكن الى متى ؟؟ 
إلى متى نظل في صراعات و حروب تعصف بنا و تكدر صفونا و تعكر أجواءنا .. وتحد من تقدمنا ونجاحنا ..؟!
يقول عز من قائل في كتابه الكريم :  (( خذ العفو وامر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )) 
وفي موضع آخر (( و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس )) 
فالعفو أن تسقط حقك عن إخوانك مع قدرتك على الانتقام والقصاص لكنك توثر العفو و لا تبقي في النفس أثراً لضغينة أو حقد 
و الصفح في عدم العتاب و الغفر بالستر وعدم ذكره عند الناس
يقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى : ((وللرجال عليهن درجة )) المراد بالدرجة هي الاغضاء وتفويت التقصير والتجاوز عن الزوجة
و التسامح كرم من المتسامح  على المخطئ في حقه و قد جاء عن الحسن رضي الله عنه قوله : (( ما استوفى كريم قط )) أي ما دقق و بحث عن حقه فقد تصدق بعرضه على المسيء
مرحلة التسامح ..
المرحلة الصعبة على الكثيرين بل تكاد تكون كالصخرة الجاثمة على الصدر
نصل الى هذه المرحلة الراقية بمجرد أن تتشجع وتقدم على الخطوة الأولى وهي الابتسامة في وجه من بيننا وبينه خلاف أو سوء فهم
الخطوة الثانية هي السلام عليه وتفقد أحواله بنفس هادئة راضية واثقة بأن هذا الفعل هو أقل ما يجب أن يقدمه مسلم لأخيه ناهيك عن صلة القربى أو حق الزمالة  والاخوة في الانسانية
 الخطوة الثالثة
في عدم ذكر ما صدر منه في حقك فالنفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف هو التسامح
وقد ذكر العلماء كيف أن التسامح يحسن من تدفق الدم في الجسم مما يساعد على الوقاية من أمراض القلب
و المتسامح يزيد عزة في الدنيا و أجرا عظيما في الآخرة
فقد جاء في الحديث: (ثلاث أقسم عليهن، ما نقص مال من صدقة، وما زاد اللّه عبداً بعفو إلا عزاً، ومن تواضع للّه رفعه اللّه)
لنبدأ الصلح مع أنفسنا مع أهل بيتنا زوجا و ولدا مع الخدم مع الأقارب مع الجيران مع الزملاء و الرؤساء
ان تسامحنا ليس نقصا وان ظن الآخر انك تنتظر منه مصلحة فيكفيك أن الله جل جلاله يعلم وهو من بيده كل شيء

لكل داء دواء و التسامح دواء ناجع للنفس
وكما أن الوقاية خير من العلاج
فإن حسن الظن بالناس هو الوقاية من الوقوع في شرك الخلافات و النزاعات صغرت أو كبرت
لننشر عدوى التسامح فإنك حين سامحت فلانا قد زرعت الخير في نفسه و دون أن تدري جعلته يحتضن و يسامح الكثيرين.
الى أن نلتقي مجددا .. أبقوا هذه القلوب الطيبة نابضة بالحب،،
 
المهاجرة
2014/10/11

http://shmalonline.com/?p=770932