قال تعالى :" والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" في هذه السورة الكريمة أقسم الله جل جلاله بالعصر وهو الزمان الذي يعيش فيه الانسان في سياق التأكيد على أهمية ألا تمضي سنوات العمر دون
التمسك بثلاث ركائز هي الإيمان والحق والصبر.
والمتأمل اليوم في حال هذا الجيل يدرك مدى تعلقه بالألعاب الالكترونية في فضاء الشبكة العنكبوتية، هذا التعلق الذي من شأنه أن جعل لكل واحٍد منهم عالمه الإفتراضي الخاص،الذي يعزله تماماً عن الواقع، فهو محبو ُس باختياره، أسيرُ لجدران غرفته، وعيناه أسيرتا إطار الشاشة الساحرة، جسده موجود، وجوارحه منفصلةٌ عن واقعه، يمضي معظم يومه
مسحور البصر، مستنزف الفكر، مسلوب الإرادة.
الأعراض:
يبدأ في دخول اللعبة بعد الاستيقاظ من النوم مساءً وليس صباحاً، بكل ما استجمعه من طاقته وكلما تعمق في اللعب كلما تم سلب تركيزه فتجد عينيه تتحركان يسرة ويميناً وإن أمعنت النظر فيه فهو لا يلاحظ وجودك أساساً فعيناه تتحركان بسرعٍة وتركيٍز متتابعتان في اتجاها ٍت متقاربٍة مما يجعلك تشعر بالدواِر وأنت تراقبه، وتخشى على جهازه العصبي من الإنهيار من ك ِّم هذا الجهد الذي يبذله، ومن هذا العبء الذي يثقل به دماغه، ناهيك عن صرخات القهر التي يصدع بها حين لا تسير الأمور في اللعبة حسب خطته، وعن عبارات الغضب والألفاظ النابية التي تخرج من أعماقه، حتى يخيّل إليك أن تلك المضغة الصغيرة بين أضلعه قد اعتراها الأذى من شدة حنقه على من يشاركونه اللعبة ويخيبون آماله، أو على من
يكونون في الفريق الخصم وينالون منه.
الأسباب:
الفراغوعدموجودأنشطةتجتذبهمنهذاالعالم. التقليدوتأثيرالمخالطين. الهربمنمشاكلنفسيةأوأسريةأودراسية. عدم الرضا عن الذات والبحث عن الهوية والشخصية المثالية. عدموجودالأصدقاءفيالواقعوسهولةوجودهمفيهذاالعالمالمتخفي.
سبل العلاج :
تقنينالوقتالمخصصللعبمنقبلالشخصنفسهأوالوالدين. وضع جدول زمني تقسم فيه ساعات اليوم على الأمور التالي ذكرها. الاهتمام بالغذاء الصحي والنظافة الشخصية. البحث عن أنشطة وهوايات تناسبه و يتم ممارستها والاستمتاع بها مثل الخط و الرسم
والتصوير الضوئي والسباحة والقراءة ...الخ. التسجيل في النوادي الأدبية والصيفية والمراكز والمعاهد التي تدعم المهارات والهوايات
المختلفة. الحصول على دورات تدريبية في تطوير الذات واكتساب اللغات الاخرى. المشاركةوالاندماجفيالجوالأسريوالاقترابأكثرمنأفرادالأسرة. الزياراتالعائليةوصلةالرحموزيارةالمرضى. المشاركةفيالفرقالتطوعيةالمناسبةالتيتخدمالمجتمع. تكوينصداقاتحقيقيةفيالمجتمععبرالقنواتالصحيحةكالجيرانوالأقاربوالزملاء.
الخروج للتنزه سواء في البر او البحر وممارسة الرياضات والألعاب الحقيقية. استشعار مدى الضرر الناتج عن إضاعة الوقت والصحة والجهد في هذه الألعاب، والذي يجب أن يوجه في اتجاهه الصحيح نحو التخطيط للمستقبل وتقديم العون لأسرته
ومجتمعه. المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها. الحصول على القدر الكافي من النوم في الليل والاستيقاظ صباحاً.
الشباب هم ثروة الوطن وهم الشريحة التي يعّول عليها الكثير في المستقبل، فعلينا
الاهتمام بهم واحتواؤهم ومراعاة اختلاف زمنهم عن زماننا، وعدم اجبارهم على العيش في جلبابنا، وتوجيه النصح لهم بأساليب مقبولة والدعاء لهم بالتوفيق.
كتبته/ وضحى خضر العنزي 1441/2/5هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق