الثلاثاء، 25 يوليو 2017

جميلتي




من بين زحام الفتيات هذه صغيرتي 
أرقبها بكل حب هذا القلب الذي حين يبتعد الكل
يبقى بجواري وحين يبحثون كلهم عن أنسهم وتسليتهم
ترابط بقربي و تظل حمامتي البيضاء ترفرف حولي 
تراقب أنفاسي تتلمس حاجاتي تتحسس من ضيقي 
قبل أن تدمع عيني تتوجس ألمي وتبحث لي عن الراحة
حين كانت صغيرة كانت تعشق اللعب مع أولاد عمها 
رحمه الله وكانت كما نقول بلهجتنا المحلية ( طايرة بالعجة )
 لكنها كانت مطيعة ولا ترفض لأحد طلبا 
الأمر الذي كان يضايقني حيث لا أحب أن تستغل طيبتها
وخفة نفسها وكنت أخشى عليها أكثر من أخواتها 
لأنهن أقوى في الدفاع عن أنفسهن ولطهارة قلبها 
حتى أن خوفي الدائم عليها بالذات أصبح هاجساً يلازمني
 فكنت أقول ربما سيحدث لها مكروه لا قدر الله 
وكثيرا ما كنت أطرد الأفكار السوداء وأستعيذ بالله 
من الشيطان و وسوسته وكبرت صغيرتي وأصبحت
 الأخ الأكبر لأخواتها والناصح الدائم لأخيها الصغير 
والموجهة والقلب الكبير المتسامح مع الجميع 
فالكل لديه كبرياء الا هي والكل لا ينسى ان غضب الا هي
 طاهرة النفس بريئة الملامح طفولية الطباع
 ومع الوقت تبلورت شخصيتها حيث أن الكل كبر واشتد عوده
 وعظم لديه حب الأنا فبدأت تتغير وتقسو بعد خيبات كثيرة 
فوازنت التعامل مع من حولها ورغم هذا كله لا تزال الاطهر والاطيب
 المعطاءة التي تبذل وبسخاء وكأنها الأب لهذا الكيان
 والمسؤولة عن سير الأمور على ما يرام
أسأل الله أن يرضى عنها برضاي عنها
وأتمنى لهذا القلب السعادة و التوفيق وأن يسدد الله خطاها ويقر عيني بها 

إهداء إلى جميلتي الصغيرة
الرياض
الأثنين : 1ذو القعدة 1438هـ

الأحد، 18 يونيو 2017

السعودية و قطر





يؤلمني جداً ما وصل إليه حالنا في الخليج العربي
أحياناً نتغافل عن سلوك أعز الأقارب 
نتظاهر بالعمى عن شطحاته
ندعي الصمم إزاء ما نسمعه منه أو عنه
 كي لا نقع في صدام معه 
قبل أكثر من عشرين عاماً كنت متابعة جيدة لقناة الجزيرة
الشريعة والحياة الاتجاه المعاكس الرأي والراي الاخر بلا حدود سري للغاية تحت المجهر وكنت منبهرة جدا بالتميز في الطرح والاثارة والتشويق حتى زمن سقوط بغداد وظهور قناة العربية 
تابعتها فترة حتى حدوث الثورات وما سمي بالربيع العربي بداية من الجزائر وتونس و ليبيا حتى مصر ثم سوريا وكل ماحدث في بلاد العرب كوم وما حدث في الشام كوم بل لا يعادل عشر ما حل ببلاد الشام 
هنا كنت اسمع عن الموت والعذاب وأحاول الهرب
احول التلفاز عن الأخبار
احذف مقاطع حمام الدم التي تردني
ولكن لا جدوى
تتخلل ذلك الهروب وقفات على واقع الشعب السوري الشقيق ولا حول لنا ولا قوة سوى البكاء والدعاء
كتبت مقال رثاء 
إهداء للشعب السوري الجريح

عن قدر محتوم حل  ببلاد الياسمين 
وعن خذلان حكام العرب ووهن المسلمين
ثم انصرفت عن هذا العالم المأساوي
وغرقت في العمل الاداري الرتيب
قبل عقد ونيف من السنوات كنت أكتب في منتدى القبيلة
وكان المنتدى حافل بأقلام وشخصيات متابعة للمسرح السياسي 
كنّا من وقت لآخر نصدم بشطحات للحكومة القطرية
وقتها وصفتها بالأخت المتمردة
كان كل شيء مكشوفا للاستخبارات السعودية ومن يعود لتلك المقالات يضع يده على دلالات عزمي بشارة قطر الجزيرة ايران اسرائيل التطبيع القرضاوي الخ
ورغم ذلك
تحلت الأخت الكبرى السعودية برباطة الجأش
واليوم عندما أعلنت قطر سياستها المتخبطة والتضارب في مواقفها لم يكن للسعودية بد من ايقاف هذه المهازل المتوالية
والسكوت الذي كان حفاظا على لحمة الشعبين ربما كان لابد الا يطول ويفسر ضعفاً ويسبب تمادياً سافراً
والتجاوزات القطرية والانتهاكات ودعم حكومات وتنظيمات وأفراد معادين لدول الخليج بالوثائق التي وضعت السعودية يدها عليها والبحرين والامارات

اليوم نحن بصدد جرح في صميم خليجنا
جرحنا من أقرب اخواننا
والمؤلم كوننا في وقت نحن في أمس الحاجة للاتحاد
للتماسك للوقوف في وجه عدونا كلنا صفاً واحداً

ومهما كان لدى أي طرف خليجي من الحماقات والكبرياء ومآخذ العزة بالاثم كان يجدر بالقادة العظماء النظر الى المصلحة العامة للشعب الخليجي كلحمة واحدة وعدم منح الأعداء والحاقدين فرصة الدخول بيننا وتوسيع الهوة وإضرام الفتنة

وما حدث بيننا وبين قطر عار عظيم يندى له جبين كل خليجي وخليجية

جعلتمونا نشعر بالخجل والضعف والخيبة والخذلان
وفوق خذلاننا منكم الخذلان من الاخوة من الدول العربية بلا تحديد الذين يفطرون في نهار رمضان في مواقع التواصل على لحوم الأشقاء من الحكام و رجال الدين وحتى الشعوب الخليجية فيصفوننا بأبشع النعوت ويتشفون بنا وكأننا أعداؤهم 
اليوم نقف مشدوهين تتوالى علينا الصدمات
الفجور في الخصومة
تنفيس الأحقاد
سقوط الأقنعة

ليس الخذلان جديدا علينا
لكن لطالما كنا نشعر به ازاء أعداء الدين
اما خذلان اليوم فأعمق وأشد وأنكى


فشكراً يا قادتنا العظماء
وشكراً يا شعوب بني العرب


الثلاثاء، 2 مايو 2017

غازي القصيبي




بكيت لوفاتك أيها الوزير الراحل

خطابك الأخير

تودع دنياك بحلوها ومرها

تشتكي للقوي ضعف حيلتك وقلة زادك

تبتهل لعالِم الغيب بما بين جناحيك من روحانية لا يعلمها الا هو وحده



لا يربطني بك سوى تلك المشاعر الجميلة التي بعثتها لنا في رواياتك وقصائدك

جمال فكرك وجاذبية روحك حوّلها نبض قلمك على صدر الورق الى بحر من حكايات الف ليلة وليلة

تفردك باستبرق السياسة الصفيق المبطن بسندس الشاعرية الرقيق

خلف لك عشاقا لا عزاء لهم بفقدك حيث لا ند لتلك الكاريزما والتوليفة التي كونتها وكونتك

ايمانك بالله علاقة مقدسة خاصة جدا بينك وبين ربك

وحده سبحانه وتعالى من يتقبلك

وليس مصيرك وراحتك الأبدية في أيدي البشر لكنه الله جل في علاه


للأسف كثيرون لن يشعروا بأهميتك

وليس ذلك الا جهلا منهم بغازي الانسان والأديب


كنت في وسطهم كوكب يضيء ميادين مختلفة

لك جمهور سياسي وجمهور آخر أدبي

الجمهور الأول لا أعلم قد تختلف نظرتهم إليك حسب توجهاتهم

الوفي منهم من أثنى عليك وعدد انجازاتك في خدمة هذا الوطن


والجمهور الأدبي بلا شك كلهم حزينين لفقدك

فقيمتك بينهم عظيمة

وإرثك الذي تركته ثري

عرفت من وفاتك قيمة الكتابة

حين يترك الكاتب في مؤلفاته وآرائه بعض روحه


فتبقى حية تخاطب الناس حتى بعد موته

0

0

0

رحمك الله يا أبا يارا.

المهاجرة بتاريخ 15-08-2010م