الأربعاء، 19 فبراير 2025

محاسن الأقدار

 #ضوح #فلفسة_الضحوية

اعتدت كل صباح أن أركن سيارتي في مكان منزوي عن مواقف العمل وهذا الصباح وجدت أحد أولياء أمر الطالبات ينتظر ابنته لم يركن في الموقف لكنه أغلق علي طريق الدخول فتحت نافذة السيارة وشرعت في ازالة حزام الأمان والتفت وإذا به بوجهٍ مألوفٍ يطل علي رجل كهل أشيب بلحية قصيرة أشعث الرأس أشرت بيدي أني أريد الدخول فأومأ برأسه يمنة و يسرة بالرفض امتزج لدي شعوران معًا غيضٌ و فضول و رحت أحاوره وعيناي تغوصان في وجهه لعلي أقرأ ما يدلني على منفذ للاتفاق معه أشار إلى مواقف الشارع المقابل أن اركني هناك فهو أفضل لكِ في تلك اللحظة رأيت اللؤم يبرق في عينيه قلت لا يجوز تلك المواقف خاصة بأصحاب المنازل قال لن أخرج قلت في نفسي لا تتهوري قال أنا غشيم (بل أنت لئيم) جملة كانت تقف على طرف لساني ابتلعتها وذهبت أبحث في قاموس العبارات الشمالية البدوية التي تستدر مروءة الرجال لعلها تجدي نفعًا اخترت ونطقت (بيض الله وجهك) فعاد الى الخلف بسيارته ونجحت الكلمة الطيبة وظل وجهه المألوف يبحث في رأسي المزدحم وتم العثور على نتيجة واحدة أديب شمالي نهم في قراءة الكتب نعم إنه هو الحمدالله أنني لم أخطئ بحقه الآن أدركت بريق عينه وهو يقول (أنا غشيم) إنها الثقة والثبات لكن خالطهما شيءٌ من عبث الشباب الذي لا زال يستقر بين حنايا هذا الأشيب الأديب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق