نحن من جيل تمشط جدائلنا ليلًا وتلف ب(القبع)
كيلا نتأخر عن المدرسة صباحًا
من جيل يجهز المريول والحقيبة والشرابات والشبرات البيضاء الناصعة
ويحافظ على نظافته الشخصية وقص أظافره
كيلا يتعرض لمسطرةالمراقبة وتوبيخ المديرة
من جيلٍ يقبِّل رأس الأم والأب والجدة كل يوم
قبل خروجه للمدرسة وعند عودته منها
من جيلٍ يذاكر عصر كل يوم ويحل واجباته
ويحضر وكأنه معلم للدروس القادمة
من جيلٍ يخشى مسطرة المديرة ويسعى لرضا المعلمة
ومن جيلٍ كان يذاكر على ضوء السراج حين تنقطع الكهرباء
من جيلٍ كثيرًا ما غرزت أحذيتهم في الوحل
وهم متجهون للمدرسة سيرًا على الأقدام في الأيام الماطرة
من جيلٍ يذاكر الكتاب كاملًا لا يفوت سطرًا واحدًا
من جيلٍ يبذل قصارى جهده في الدراسة
وتبقى الدرجة الكاملة حلمًا تتوق له نفسه
ولو كان ما ينقصه نصف درجة
من جيلٍ في نهاية كل فصلٍ دراسي يعود للبيت جريًا
ليرى والديه تقديره الممتاز ثم يأخذ العشرين ريالًا
قيمة علبة شوكولاتة (الماكنتوش)
ليوزع (حلاوة نجاحه) على جدته وأعمامه.
من جيلٍ يقدِّرُ فيه الآباء قبل الأبناء قيمة العلم ومنزلة المعلمين.
من جيل كانت عطلة الربيع بين الفصلين أجمل أسبوعين في عامه الطويل
من جيلٍ يقضي عطلته الصيفية في القراءة والاطلاع
وخدمة البيت وتعلم الطبخ.
من جيلٍ استمتع بأناشيد فوازير الأطفال في رمضان وحل مسابقات الكبار
و شعر بأن أداء صلاة التراويح والصيام فعاليات
كسرت روتين العام الدراسي الرتيب
واستمتع برسم موديلات فساتين العيد
والتي كثيرًا ما كان الخياطون
يحولونها من الفستان الحلم الى الفستان الصدمة
نحن من جيل كنا نحمل قدور الطعام للجيران بعد كل وليمة
نحن من جيل أقام أعراسه في بيوت الشعر وسطوح المنازل والأحواش
من جيلٍ يقدر قيمة كل شيء وكل شيء في يده مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق