الجمعة، 22 يونيو 2018

مجروح





المكان : فناء المنزل

الزمان : 2:00 صباحاً

الأجواء : هواء عليل



=-=-=-=-=-=



منذ عدة أشهر لم أكتب

وليس ذلك لأني لا أجد ما أكتبه

لكن ما أمر به منذ فترة ليست بالقصيرة من مشاعر محتدمة يصعب عليّ وصفه





أي صحبي .. أرأيتم لو أن أحدكم يقف على شاطئ بحرٍ هائج ما هو صانعٌ بنفسه

البحر متلاطمٌ غاضبٌ و موجه عالٍ لا يأبه بضعف هذا الواقف على شاطئه

رغم أنني أحاول الصمود والثبات ولكن هيهات !!

أكتفي بالصمت تارة والحوقلة تارةً أخرى

وألوذ بالصبر تارة أتمسك بحباله حتى تهترئ واحداً تلو الآخر ولا ألبث حتى أنزلقُ إلى حافة اليأس

ثم أستجمع قواي لأقف من جديد ولأصمد أمام المزيد من الأمواج العارمة

وها أنا أقدم على مر الأيام المتبقية مني تنازلاً تلو تنازل

وفي كل مرة يُسلب بعضي

أٌسلب ذلك الطموح

أٌسلب تلك الطاقة

أٌسلب تلك الروح

أٌسلب ذاك الجَلَد

أٌسلب ماتبقى من حلم

ويهبط سقف توقعاتي

أبحث عن الهدوء

ولو كان مؤقتاً

هدنة حرب

لفارسٍ غير مسموح له بالترجل

ومحاربٍ لا استراحة له

توالت عليه الضربات

وتتابعت الصدمات

حتى أثخنته الجراح

وطعناتٍ ذواتى قربى

حتى أعلن الاستسلام

وتراجعت همته

وخبت جذوة عزته

وأذهب شرائدها في التماس رضاهم

وأسقط عنهم في نفسه أبسط حقوقها

حتى سقطت شهيدة في سبيل وصالهم

وصال في المواسم

وأقنعة أخرى تكشفت عن وجهٍ قبيح

وجهٌ لم تتوقع يوماً أن تراه

لم يكن مختبئاً

لكن بياض قلبها لم يدرك أبعاد سواده

لم يستوعب حقيقة من حولها

قلبٌ مغلفٌ بحسن الظن

متفائلٌ لا يرى سوى الجمال

مشفقٌ يلتمس له ألف عذر

محبٌ يدعو له بالخير

ومن حيث لا تدري

فالآخر غارقٌ في وحل الحقد

كم تتمنى لو يتطهر من غله عليها وعلى البشر أجمع

لكنها أمراض قلبية

وما ابتلي به من النوع المزمن الذي لا يرجى برؤه

لم يتحمل قلبها الطري فداحة كراهية لم تجد لها سبباً

خرجت وقلبها ينزف من جرحٍ غائر في صميمها

وأمضت يومين بلياليهن تتساءل

تبحث عن تفسير

حتى اهتدت

أنه الحسد

ضعف الايمان بالله

ركاكة العقيدة

ما أقبحنا لولا ايماننا

ما أصعب حياتنا لولا عقيدتنا

العدل .. من أسماء الله الحسنى

سبحانه حرم على نفسه الظلم

فظلم الانسان أخاه الانسان

حين تنهار العقائد كلها

وتتراكم في النفس العقد بدلاً منها

العقائد الصحيحة تبث في النفوس الراحة و القناعة

وسوء الظن واستعجال الخير والوهن والاتكال يئد العقيدة الصحيحة

حتى يلج القلق والخوف الى نفس اليائس القانط الحانق على ربه والناس

فيصبح شخصاً سلبياً يصب جام غضبه على من أمامه أيا كان

ويعلق فشله على كل شيء الا ضعف عقيدته

ويرمي بعدم توفيقه على الآخرين

فهم من سلبوه حظه وأورثوه الافلاس

ثم يتحول الغضب والحنق والخوف والقلق واليأس إلى كرة ملتهبة في جوفه من الحقد و الحسد

وتلك الافكار الى أوهام وشكوك مرضية لا صحة لها

لكنه يبني عليها كل ما يشاهده وما يسمعه حوله

ويبدأ بتنفير كل من حوله منه

ولا حول ولا قوة الا بالله

و من حوله فيهم من تجرع في حياته أضعاف ما نال هذا اليائس

لكن الفرق في قوة الايمان

ومن ابتلي بالغربة والوحدة

ليس كمن يبس عوده وهو متكل على غيره

فالأول كان يتقوى بكل ضربة جديدة

حتى اعتادها واستسلم لها واحتسبها في موازينه



لا أزال أتحدث عن تلك الواقفة على بحر هائج

وليس هذا الناقم سوى موجة واحدة من أمواجٍ عارمةٍ صفعت حسن ظنها بالبشر

ولكنها ورغم الجرح النازف لا تزال واقفة

وان استشعرت قرب الرحيل

الا انها ترجو من الله أن يبدل ضعفها قوة

ويجبر كسرها

ويؤازرها

ويلوح هاجس الهجرة مراراً

قبل أن تلقى الموت _أخاً_



فجر الجمعة

03:11 صباحاً

22-6-2018

الحدود الشمالية