السبت، 28 نوفمبر 2015

مونيكا



في هذا الصباح وهو ثاني يوم من العطلة الأسبوعية
جلست أتابع قصة على التلفاز كنت مشدودة جدا وأنا أتابع..
وآنذاك شعرت بمونيكا وهي تقدم لي غطاء وثيرا
ثم توجهت للمطبخ لتطهو طعام الغداء
شعرت بهذه النعمة العظيمة
وجود هذه المرأة في بيتي
تنظف و تطبخ .. تعتني بكل صغيرة وكبيرة
صحيح انها ليست مسلمة
لكنني منذ اليوم الأول أخبرتها أنها اختي وهذا بيتها وهؤلاء هم أولادها
لم تخلو تلك الأشهر الاحدى وعشرون من خلاف عابر بيننا
بغض النظر عمن كانت السبب أنا أو هي
إلا أنها تتميز عن الخادمات السابقات اللواتي دخلن بيتي تتميز مونيكا السمراء بقلبها الأبيض
لمساتها الحانية علي رغم أنها في نفس عمري
حنوها على ولدي وبنياتي
أعتبر وجودها نعمة من الله
تعتزم مونيكا السفر بعد ثلاثة أشهر ووعدتني بالعودة
لدي قناعة بأنها ستعود إلا إن حالت دونها الظروف
هذا الأنس الذي بثته ميمي في بيتي لا أحب أن أفقده
ليس قيامها بالمهام المنزلية بدلا عني فحسب
بل وجود هذه الشخصية الآسيوية الطيبة
رغم فقر البلد الذي قدمت منه و اختلاف ديانتها إلا أنها منفتحة متعلمة وتدرك رقي الحياة وتحترم الإسلام
تذكر بالصلاة وتراقب وقت الأذان في رمضان
بعد دخولها بيتي بأسبوع واحد رافقتنا في رحلة للعمرة
عند زيارة الحرم المدني تركناها في الشقة التي استأجرناها في الجزء المخصص لغير المسلمين من المدينة ثم تركناها في جدة لأداء العمرة في مكة
دعوت لها مرارا بالهداية الى الاسلام الذي شعرت انها تدرك مدى قوته وصدقه
لا أعرف لماذا شعرت بالرغبة في كتابة هذه الكلمات
لكني على يقين أنها قليلة في حق هذه الإنسانة.
السبت 28نوفمبر 2015
الموافق 16صفر 1437

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

المصباح المتأرجح


في بدايات فصل الشتاء الذي بدأ مبكرا هذا العام
في ليلة ضربت بها عاصفة رعدية
المصباح يتأرجح في سقف حجرتها
المطر يتساقط متسارعا على شباكها
ضمت ركبتيها بيديها
القرفصاء
الجلسة التي توحي بأشياء كثيرة
توحي لأول وهلة بالحزن
توحي بالوحدة
توحي بالبرد
توحي بقلة الحيلة
حين تجتمع أمور جليلة في قلب صغير
فإنه يتحمل فوق طاقته
قلب ضج بمتاعب الحياة
أعجزته المناورات
و عينين تفيضان كلما ناء بالهم
قلب يطلب منه دور الجلاد كل صباح
وكل مساء يقيم على نفسه الحد
لا يزال المصباح يتأرجح فوقها
لا تزال تحاسب نفسها
تلومها
يعاقبها كل ما حولها
تختنق بغصة ندم
في الصدر جرح عميق
وفي رأسها ألف لماذا
لماذا تحدث كل هذه الأحداث المتسارعة
لماذا هذه الامتحانات الصعبة
روح مكبلة
تتوق للتحليق حرة
بعيدا جدا
خارج حدود الجسد
خارج أسوار المشروع و الممنوع
خارج العادات والتقاليد والأعراف
حرة تفعل ماتشاء
حيث تشاء
لماذا  و المصباح لا يزال متأرجحا
لماذا الخوف اللوم العقاب الندم
الجواب لانها ليست ملاكا
انها مجرد بشر
ومهما اجتهدت لارضاء البشر فلن تطيق.
الاثنين 11 صفر. 1437هجرية

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

جلادة قلب



حين أستلقي على فراشي بعد يوم عمل شاق
لا مجال للتفكير
أستغرق في نوم عميق
في صباح الاجازة
أفتح عيني
أصلي باطمئنان
أحمد الله على نعم لا أطيق شكرها مهما اجتهدت
يسكن قلبي شعور دائم بالتقصير
أقدم صلواتي وأنا أحسن الظن برب رحيم بالعباد
أظل خائفة راجية العفو
موقنة برحمته
بين الخوف و الرجاء
قلب معلق بالله جل جلاله
تتقاذفني أمواج الحياة
تارة تهدأ و تارة تضطرب
كان يا ما كان
قلب لا يتقن ألعاب الانتقام و الكراهية
يعيش بقلب طاهر و نية صافية
قابل اساءاتهم لزمن طويل بالصبر والصمت والهدوء
هدوء منبعه الثقة بالله وحده
ثم بسنة الخير المنتصر في الوجود
بادل حقدهم بالمحبة
بادل صدودهم بمد يد السلام
بادل مجالس نميمتهم بالانعزال والعمل
بادل مكائدهم بإحسان الظن و التغافل لا الغفلة
لم يكن تحامل الدنيا على ذاك القلب الحزين الا اعتصارا له لاخراج بذرة طيبة زرعها رجل فاضل يرقد تحت التراب
صراعاتهم مع هذا القلب انهكته لكنه موقن بأن الله معه
بياضه لم يتسخ بحقدهم وان كان يبدو لهم كذلك
يستفزون صمته الحزين
بنظراتهم التي يقرأ مدى خبثها
يستفزون صمته الحليم بابتساماتهم الصفراء
يستفزون رباطة جأشه بكلمات مصطنعه ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلهم الكراهية المتغلغلة
لكنه قلب من دم و لحم
له طاقة انسان واحد
ومحاربوه كثيرون و لا يكلون
فان يئس خيره من عمق شرهم
ويئس صبره من استبسالهم
وأنهكته مرافعاته في الدفاع ضد بهتانهم
هنا.      ان انفجر هذا القلب فجأة في وجه أحد هؤلاء الحاقدين
فلا يلومن الا نفسه. 

الجمعة 24محرم1437هجرية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

هياكل الصمت

البعضحينيرحلونيأخذونمعهمطعمالحياة
نكتشفأنهممنكانواباهتمامهميمنحونحياتناأنسهاولذتها
نصبحبدونهممجردبؤساءنعانيقسوةالزمانولامبالاةالبشربِنَا 
يتركونلناالحسرةتتغلغلفيقلوبناتمعنفينزيفها
يحيطبالجسدضجيجالألميوهنماتبقىمنالروح
يرديناهياكلمنصمت

لاأمللها 
الموتالبطيءعذابها
ولوكانسريعالكانراحةلهالكنهيهات 
كللحظةتمربدونهمتسرقعافيتنا
كللحظةتمرلاتنسيناذكرياتنامعهم
كلالأماكنتنطقبمشاعرولدتبصحبتهم
كلالنسائملاتزالتحملعبقهم
كلالأصداءترددأصواتهمالغالية
تلكالنبرةوذاكالحنان
والدفءفيالعبارات
التقديرالذيلايضاهى
الهالةالساحرة
توليفةالتميز
كاريزماالانفرادبقلبنادر
قلبوفيلاأحدغيرهيدركأسرارالدلال
لكنهبلاحظ
لأنكلالأعرافتقفضده
فيظليناضلحتىيستسلم
وحينيستسلم
لاقيمةلمعركةخاسرة
تحيةوفاءوحبلهذاالقلب
وانخانعهداغابرالاقيمةله
فيبقىلهرصيدلاينتهيمنالحب

المهاجرة
السبت١٤٣٦/٠٧/٢٠