أرقبها بكل حب هذا القلب الذي حين يبتعد الكل
يبقى بجواري وحين يبحثون كلهم عن أنسهم وتسليتهم
ترابط بقربي و تظل حمامتي البيضاء ترفرف حولي
تراقب أنفاسي تتلمس حاجاتي تتحسس من ضيقي
قبل أن تدمع عيني تتوجس ألمي وتبحث لي عن الراحة
حين كانت صغيرة كانت تعشق اللعب مع أولاد عمها
رحمه الله وكانت كما نقول بلهجتنا المحلية ( طايرة بالعجة )
لكنها كانت مطيعة ولا ترفض لأحد طلبا
الأمر الذي كان يضايقني حيث لا أحب أن تستغل طيبتها
وخفة نفسها وكنت أخشى عليها أكثر من أخواتها
لأنهن أقوى في الدفاع عن أنفسهن ولطهارة قلبها
حتى أن خوفي الدائم عليها بالذات أصبح هاجساً يلازمني
فكنت أقول ربما سيحدث لها مكروه لا قدر الله
وكثيرا ما كنت أطرد الأفكار السوداء وأستعيذ بالله
من الشيطان و وسوسته وكبرت صغيرتي وأصبحت
الأخ الأكبر لأخواتها والناصح الدائم لأخيها الصغير
والموجهة والقلب الكبير المتسامح مع الجميع
فالكل لديه كبرياء الا هي والكل لا ينسى ان غضب الا هي
طاهرة النفس بريئة الملامح طفولية الطباع
ومع الوقت تبلورت شخصيتها حيث أن الكل كبر واشتد عوده
وعظم لديه حب الأنا فبدأت تتغير وتقسو بعد خيبات كثيرة
فوازنت التعامل مع من حولها ورغم هذا كله لا تزال الاطهر والاطيب
المعطاءة التي تبذل وبسخاء وكأنها الأب لهذا الكيان
والمسؤولة عن سير الأمور على ما يرام
أسأل الله أن يرضى عنها برضاي عنها
وأتمنى لهذا القلب السعادة و التوفيق وأن يسدد الله خطاها ويقر عيني بها
إهداء إلى جميلتي الصغيرة
الرياض
الأثنين : 1ذو القعدة 1438هـ